تصريحات خطيرة توافقات أخطر: الوزير كيري: تهديد داعش يتطلب قيام تحالف عالمي الوزير كيري : إن بناء التحالفات يقتضي عملاً شاقًا، ولكنه خير سبيل لمعالجة عدو مشترك. فعندما غزا صدام الكويت في 1990 لم يتحرّك الرئيس بوش الأب ووزير الخارجية جيمز بيكر منفردين أو بتسرّع، بل عملاً بشكل ممنهج على بناء تحالف من البلدان التي تمكنت من خلال عمل منسّق متناغم من تحقيق نصر سريع، فالمتطرّفون إنما يهزمون عندما تتوحد الشعوب والأمم في مواجهتهم والتصدّي لهم .# رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: تنظيم الدولة الإسلامية يهدد بريطانيا بشكل مباشر. هذه التصريحات مع أخرى سابقة للرئيس أوباما وصراعه مع الكونغرس لقيادة عسكرية لضرب أهل السنة بحجة الإرهاب الداعشي بشرط عاجل، هو أن تتغير حكومة المالكي مستبعدة إياه بأخرى توهم الشراكة والمصالحة ، ومع أن هذا واضح من صياغة الخطاب الدبلوماسي المبطن المعلوم لدى العراقيين خاصةً ، فإن الكلام عن نأي أمريكا نفسها عن التحيزوالصراع الطائفي بات سطراً جديداً في قاموس الكذب السياسي الممقوت، كما أن الكذب على الشعب الأمريكي بأن سلامة الجند هو الأولوية في كل قرار من الصقور والحقيقة قد تم استعمال قتلاهم لأسباب انتخابية وحسب كما تقدم أوباما بترشيحه الأول .* لماذا تحارب أمريكا داعش؟: من غرابة خطابات الرئاسة الأمريكية ووزراءها ودبلوماسييها بأن خطر القاعدة وما تسمى اليوم ب (داعش) بأنه خطر مباشر عليها، رغم أن كل العمليات والاجتياحات هي في عمق بلاد العرب في الشرق الأوسط لغرض قيام الخلافة الإسلامية ، رغم هذا فإن تعاطي أمريكا مع القاعدة في افغانستان كان لأسباب سياسية ضد المد الروسي، مما أعان على تقوية القاعدة وتمددها لتكون العدو الأول بدل روسيا أزاء نصرة أمريكا المستمرة لإسرائيل المحتلة . من الملفت للنظر أن هناك اتهامات حول أمريكا بصناعة القاعدة ، ومن هذا المنطلق يمكن أن يقال أن حاصل ما جرى ويجري هو صنع الوحش، ثم محاربته لتحقيق أسطورة ونبوءة معركة هرمجدون وحكم المخلص الأوحد من نسل داوود في أرض العرب لا غير، ومن جند العراق والشام ، وهذه النبوءة في كتب التلمود توافقت مع تحذيرات وخطط بروتوكولات صهيون حول نهاية دولة اليهود على يد العراقيين أحفاد نبوخذ نصر ، وليس من الصعوبة أن نعثر على دلائل في اختيار رؤوساء أمريكا ممن يؤمنون بهذا ويتعهدون بالتنفيذ من أمثال الرئيس السابق ( ريغن ) والأكثر هوساً (بوش) الأب والأغبى الأبن ، ومن التوافقات الهامة أن تكون بلاد فارس المعين الكبير في تحقيق المراد كما أعان ( كورش) أسرى بابل . إن كل ما يجري من صناعة الفوضى الخلاقة كما يصفوها هو ترتيب صفوف حربية لا غير بعد إضعاف العرب وكسر تلاحم الجهاد المعروف لديهم بجعل العدو مشترك والأفضل أن يكون أوحد بجهد ولغة السياسة والدبلوماسية والمصلحة المشتركة. نعم إنها مؤامرات وتدبير دهاة اليهود ، ولكن نظرية المؤامرة المنتقدة من الكثير هي ذاتها خطة يهودية لإبعاد الحقيقة بالسخرية من العقلية الدقيقة ، وبنصوص من مفكريهم . أما إيران الشر فلها هدف مماثل بنبوءة مشابهة لمخلص أوحد هو المهدي المنتظر الفارسي، وبغض النظر عن كونها كذبة مصنوعة تم الاستعاضة عنها بولاية الفقيه فإن ظهوره لا يكون إلا بنشر الفساد والجور ، وما أسهل هذا !، ولأن الساحة هي ذاتها بلاد العرب ومنطلقها العراق، والعناصر ذاتها فلا بد من التعاون القديم والمساومات لكل الصعاب كفيلة بالتذليل . هذا مع علم خدمها الشيعة أو جهلهم فسيان بمسرحية جند الإمام الحجة . ما لهم العرب ؟! لا غرابة أن تكون أمريكا على رأس الحربة مرة أخرى في مواجهة ما يسمى (الإرهاب) ، رغم عدم الإجماع والوضوح في التعريف ، ورغم التهرب من جعل المليشيات الشيعية تنظيمات إرهابية إنما توصف بجماعات مسلحة أو مليشيات فحسب . المواجهة بتحالف غربي عربي وإيراني فعال هو ماتم التوافق عليه ، وسيُطرح ضمن الدورة الجديدة برئاسة أمريكا مرة أخرى لرئاسة مجلس الأمن المخطط له مسبقاً من قبل اللوبي الصهيوني العالمي . إلا أن من الغريب أن يتعامى حكام العرب والمسلمون وعلماءهم في شتى البلدان بإن التحالف هو ضد أهل السنة حصراً لأسباب أنانية بحتة،وبغض النظر من أن أول أسباب تواجد القاعدة هو تقاعس السعودية ــ كونها قبلة المسلمين ومركز الدين والفتوى ــ عن تحرير فلسطين مع باقي الحكام العرب منذ 60 عاماً ، هذا رغم امتلاكها وباقي الدول القوة والعدد والنية مما جعل تبني مهمة الحكام من قبل الأفراد بما لم يعرف من قبل، ومن الغريب أن يتناسى حكام العرب مآسي ضرب العراق بكذبة السلاح الشامل وقتل الأطفال الخدج ، مع تناسي مآسي العراقيين وحملات إبادة أهل السنة بشتى الطرق، ومن الغرابة أن يقفز هؤلاء باتصالاتهم الأخيرة مع إيران الشر على تداعيات الحكم الشيعي، هذا الحكم الذي مكـّن التطرف بكل أشكاله، وخاصة المليشيات الصفوية من حرق مناطق السنة في العراق وسوريا، والقضاء عليهم بعقيدة دينية بدعية وحشية وصلت إلى حد استهداف المساجد وقطع الرؤوس وطمر مدن تحت الأنقاض . إن الغرابة لا تنتهي مع تمدد التشيع ديمغرافياً وتعليمياً يهدف الخليج خاصةً بما فيها الحرمين الشريفين ! . إنه لأمر جد خطير وليس فقط أمراً مؤسفاً أن نشهد المصالح القُطرية تغلب على مصالح الأمة وعقيدتها ومقدساتها الدينية بمحاربة عدو داخلي، والنأي عن أعداء خارج الحدود أشد ضراوة ! . من الغريب أن يتغافل الحكام ويصمت الشعب عن خطط وأد الرعب الذي تشكله داعش في تخريب بيوت الشرك وقواعدهم، وهروبهم بتشكيلاتهم العسكرية حرصاً على الحياة كما حصل في نينوى وغيرها من محافظات السنة . أليس من الحكمة أن يكون العمل على كسب هذه القوة لدحر العدو الأخطر الأصغر في الشرق؟ أليس من الحكمة أن تكون هناك حوار للتقارب، ودعاة لتبيين الحق ولو تكلف المبالغ كما تم صرف الآلاف من الدولارات على مؤتمرات التقريب مع الغرب وما تسمى المذاهب قرابة 4 عقود؟ أليس الهدف هنا أسمى وأعظم فائدة للحاضر وأجيال المستقبل ؟ اليوم !!! اليوم ومما لا شك فيه إن داعش وتخبطها في خطوط الجهاد بعيداً عن بغداد ــ إن لم نقل إيران ــ هو العامل المنفر عندما تعددت الشواهد في خلق اقتحامات وانسحابات تاركة الأرض وساكنيها تحت ضربات أعداء الإسلام وسلاحها الفتاك . أما الذي زاد حدةً هو إثارة السخط العالمي باستهدافهم الأقليات ومؤخراً الصحفيين الأمريكيين، وكأن العالم تلقفها بجملة ( رادها من الله جاها من عبد الله). إن هذه الخطوات غير محسوبة التداعيات عالمياً إضافة لما تم من نزاع مع جبهة النصرة في سوريا ولـّد عملية مد وجزر لمناصريهم فضلاً عن عناصرهم القدامى والجدد ، حيث أن الجهاد في زمن التقاعس والذلة حدا بالمسلمين للانضمام إلى أكبر القوى بطشاً بالعدو، لا أكبرهم حكمة على أقل تعبير، وهذا الأمر سيشهد موجة مد أخرى أعنف عندما يُعلن التقدم والتجحفل الغربي الإيراني العربي نحو محافظات أهل السنة ، وربما سيمس بغداد أيضاً بحسب تطورات مستقبلية لا يعلمها إلا الله وحده ، فلا يُفترض أن يكون التوكل على الله وحده بغياب مسببات النصر من عدد وعدة ومناورات قتالية ومعاهدات ، وإن كان التوكل أعظم سبب ورمح النصر ، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أكبر عبرة . اليوم العالم الغربي في حراك من نوع خاص يؤطر بلافتة مبطنة ظاهرها الأمن وباطنها العذاب ، حيث أن دعوات السلام في المنطقة، وإنهاء الصراع الدموي في العراق وسوريا لم يشخص بصراحة العداء الشيعي للسنة الذي لا يحتاج إلى مزيد من الدلائل طوال 11 عاماً ، هذا إن لم تكن الأحواز تكفي . إن تغافل الحكام العرب وعلماءهم ومستشاريهم عن خطورة إيران في المنطقة ، ولعبها بورقة السنة كضغط دولي حول برنامجها النووي ، والمنشأ أصلاً لضرب العرب، لا يمكن إلا أن يصنف ضمن الشراكة والعمالة من أجل البقاء على عروش السلطة أولاً، والحفاظ على أمن دولهم المهزوز ثانياً .نتساءل ببساطة : هل ترجم الحكام نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم بأن العدو في ظهرانينا هم (القاعدة) بدل (الشيعة) ؟وما النتائج التي حسبوها بحصد الأمن منها؟ هل يُبرر عرش السلطة ومعالجة الأخطاء الجسام بالتوافق الغريب مع الغرب والشرق حول المعركة الأخيرة بقيادة المهدي ؟ سؤال نتمنى الجواب عنه وسنجده في المستقبل القريب ، إلا أن يشاء الله أمرا . ما المطلوب ؟ إن هذا الوضع المعقد لا يُفترض أن يقابل بتحالف أسود آخر من قبل العرب ، ولا أن تكون أولويات القضية السنية عوراء العقيدة ترى تطرف القاعدة وتُعمى عن تطرف العقيدة الشيعية التي تدعي الإسلام زوراً . أليس من الغريب أن يتجاهل الحكام العرب تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني (محمد علي جعفري) في أصفهان عندما قال : (سنذهب لحرب شاملة مع العرب )، وقال: (سنخوضها بشجاعة كما خضنا المعركة المقدسة ضد العراق )؟ . أي تعاون بعد هذا معهم وأي مساعي دبلوماسية ؟ وأين المقاطعة كما فعلت ماليزيا والسودان ؟ ! من المهم والعاجل أن تتغير رؤى الجامعة النائمة وقادتها الذين يجعلون من السياسة سلاحاً بديلاً عن الحكم الشرعي في معنى التوحيد والشرك والولاء والبراء، والمحاباة بحجة الوطن والحدود الجغرافية التي ما عاد الغرب الصانع لها يعترف بها . من المهم والعاجل أن يكون محور التوافقات سياسية وفق المنظور الشرعي في قيام جغرافيا عقائدية خالصة تتمثل بالسنة المحمدية لا سنة الدولة البويهية ، ومن المهم قبلها أن يكون المجمع الفقهي الإسلامي على بصيرة ونبذ الموروث الخائب . من المهم ــ وما أكثره ــ أن نبلور تحالف يخدم وحدة الإسلام أرض وشعب ولو باستخدام مشروع أمريكي مرة أخرى بطريق صحيح . نقول للعالم أن العراق جمجمة العرب ورمحها الإسلام الذي لا ينكسر، فلا يتوهم أن الجهل بحقيقة الصفين هو أمرُ جامع والله المستعان . #(الخارجية الأمريكية) بقلم وزير الخارجية جون كيري في صحيفة نيويورك تايمز يوم 29 آب/أغسطس (الصفحة الرسمية للتيار السنى العراى)