×
محافظة المنطقة الشرقية

الإعلام السعودي يفقد رضا لاري

صورة الخبر

جاءت احدى الامهات الى عيادة القلب بصحبة احدى بناتها وكانت شكواها كالتالي: يادكتور انا بنتي كان عندها لغط في القلب عند ولادتها وطمنوني الدكاترة في ذلك الوقت ان لديها ثقباً بين الاذينين في القلب وسيغلق لوحده مع مرور الزمن..الان هي في الجامعة وكشفت عند طبيبه وقالت لها مازال عندك لغط في القلب: فهل هو خطير؟ وهل يحتاج الى عمليه؟ وهل تستطيع الزواج والحمل والولادة؟ وهل من واجبنا ان نخبر المتقدم لخطبتها عنه؟ ام أنه شيء طبيعي؟ ولأهمية هذه الاسئلة التي طرحتها الأم ولكثرة ترداد تلك الاسئلة من الآباء والامهات فسنفصل القول فيها الى مايلي: الثقوب في القلب عند الكبار انواع متعددة لأنها تحصل في اماكن مختلفة من القلب ولكن سنحصر الحديث في هذا السياق على ماورد في حالة المريض أعلاه وهوالثقب بين الاذينين. الثقب بين الاذينين: الاذينان هما الحجرتان العلويتان في القلب ويفصل بينهما غشاء رفيع جدا يمنع اختلاط الدم غير المؤكسد في الاذين الايمن مع الدم المؤكسد "المحمل بالأكسجين" في الاذين الايسر وغالبا مايكون الثقب صغيرا وينغلق في اول الطفولة ولكن اذا كان حجمه كبيرا نسبيا فانه يستمر الى مرحلة مابعد البلوغ. ماسبب حدوثها؟ نسبة حدوثها حالة واحدة من كل الف وخمسمائة ولادة,وهي تشكل حوالي 30-40% من جميع العيوب الخلقيه بالقلب في الكبار والغالبية العظمى ليس لها سبب واضح معروف يمكن تفاديه فيجب الاّ يشعر الاب والام بتأنيب الضمير انهما كانا السبب في حصول الثقب في قلب الطفل!!.. ولكن من المعروف ايضا ان مثل هذه العيوب تميل الى الحدوث في عوائل معينة اكثر من غيرها وان لم يكن لها نمط وراثي واضح وكذلك من المعروف ايضا انها تحدث بسبب التهابات فيروسية مثل الحصبة الالمانية-الروبيلا- او بعض الادوية او الكحول او بعض المواد المخدرة مثل الكوكائين اذا تعرضت له الام اثناء الحمل. كيف يتم اكتشافها لدى المريض؟ اما بسبب اعراض يشتكي منها المريض او بسبب لغط او اصوات في القلب سمعها الطبيب عند الفحص السريري..الاعراض قد تكون ضيقة في التنفس او خمل وتعب مع ضيق تنفس عند المشي او خفقان او تورم في الارجل او ازرقاق في الشفتين او الاطراف اوكثرة التهابات الرئتين واحتقانهما أو جلطة الدماغ لأن وجود الثقب بين الاذينين يسمح لأي جلطة من الساقين حتى وان كانت صغيره بالعبور الى الجانب الايسر ومن ثم عبورها الى شرايين الدماغ وحدوث الجلطة وحسب الاحصاءات الطبية فإن 70% من المرضى تظهر عليهم الاعراض المذكورة اعلاه قبل الوصول لسن الاربعين سنة. الزواج والحمل والولادة: حسب حالة المريض ولكن الغالبية العظمى ممن لديهم ثقب بين الاذينين يستطيعون الزواج والحمل والولادة بشرط الا يكون هناك فشل في الجانب الايمن من القلب او ارتفاع شديد في الضغط الشرياني الرئوي او ازرقاق الشفتين واللسان بسبب مرور الدم من الجانب الايمن الى الايسر –عكس الطبيعي- ويجب ان يخبر أهل المصاب سواء الزوج او الزوجة أهل الطرف الاخر قبل عقد القران ثم هو بعد ذلك بالخيار لأنه "من غشنا فليس منا" فقد يحدث للطرف الاخر مضاعفات للثقب الذي بين الاذينين تضطر الطرف الاخر الى التضحية بالوقت والجهد والمال..الخ. ماهي المضاعفات المحتملة؟ اذا كان الثقب كبيرا –بمعنى ان قطرة اطول من 9 ملم - فإن ذلك يؤدي الى توجيه الدم بكميه اكبر الى الاذين الايمن وبالتالي يزيد الجهد على تلك المنطقة ويرتفع الضغط الرئوي ويتوسع الأذين الايمن والبطين الايمن واخيرا يسبب فشل الجانب الايمن من القلب وتجمع السوائل في الجسم وضيقة التنفس واذا ارتفع الضغط الرئوي ستزداد كمية الدم المدفوع الى الاذين الايسر وهو دم غير مؤكسد وبالتالي يسبب ازرقاق الفم والاطراف ويحدث مع ذلك الرجفان الاذيني بأنواعه المختلفة..ومن المضاعفات المشهورة هي الجلطات الهوائية "فقاعات هوائية" تحدث في الغواصين عند خروجهم بسرعة من اعماق البحر حيث يكون غاز الهيليوم والنيتروجين مذابا في الدم ويجب ان يخرج عند طريق الرئتين بالزفير ولكن عند وجود الثقب فهو قد ينتقل الى الجانب الايسر "الدم المؤكسد" ويسبب انتقال فقاعات الهواء الى الشعيرات الدموية الطرفية مسببا آلاماً مبرحة حول المفاصل وعدم تركيز وقد يحدث تشنج.. الخ. ومن المسائل الخلافية في هذا الموضوع هو علاقة الثقب بين الاذينين بصداع الشقيقة فالمشكلة ان كلاً منهما منتشر كثيرا وقد تكون العلاقة تصادفية وليست سببية..فقد ثبت ان صداع الشقيقة اكثر انتشارا في المرضى المصابين بالثقب بين الاذينين ولكن اغلاق هذا الثقب لايؤدي دوما الى تحسن في صداع الشقيقة شدته او تكراره. العلاج: يعتمد على عمر المريض والاعراض التي يشتكي منها وحجم الثقب بين الاذينين والضغط الرئوي ومقاسات البطين الايمن فإذا قرر الطبيب الحاجة -حسب التفاصيل العلمية الدقيقة- لإغلاقها فهناك نوعان إما عن طريق القسطرة "وهناك شروط لابد من توافرها في ذلك الثقب لكي يمكن اغلاقه بالقسطرة" او اغلاقها بالجراحة. والخلاصه ان الغالبية العظمى من حالات ثقب القلب بين الاذينين حميدة ويسهل متابعتها وعلاجها وتحتاج الى متابعة دورية مع الطبيب سنوية حتى ولو لم يكن المريض يشتكي من اعراض وهي عموما لاتمنع المريض ولا أهله من ممارسة حياتهم الطبيعية وذلك حسب مرحلة المرض وتوجيه الطبيب المعالج.