×
محافظة مكة المكرمة

محادثات «مفيدة جداً» بين ظريف وآشتون

صورة الخبر

حقيقة لا مجازا، تبدأ مصر اليوم عبورها الأهم في تأريخها الحديث بعد مخاض عسير عانت فيه كثيرا لكنها صمدت بشكل يليق بها وبحضارتها. ثلاث سنوات ونصف كانت أخطرها سنة حكم جماعة الإخوان التي كادت تنزع مصر من كل شيء وتنتزع منها كل شيء وتجعلها هامشا لا قيمة له كتطبيق لأدبيات الإيديولوجيا البغيضة. الأيام القليلة الماضية أعادت لنا الصورة الطبيعية للشعب المصري وحقيقة المواطن المصري الذي يتغلب بالتفاؤل والمرح على أقسى لحظات التعب، فرغم حساسية الظرف وأهميته البالغة، ورغم كل المعاناة المتراكمة فإن المصري احتفى بالانتخابات الرئاسية وسوق لها بطريقته الخاصة، بالبسمة والخفة والمرح والطرفة والظرف وتوظيف المفارقات بشكل يجعلنا نتيقن أن شعبا بهذه المواصفات لا يمكن أن تخطفه الجهامة والعنف والتطرف الذي أرادته له جماعة بائسة. اليوم سيبدأ تأريخ جديد لمصر عندما تدخل الانتخابات الرئاسية التي تمت حملتها برقي بين المتنافسين بغض النظر عن اتجاه البوصلة أو ترجيح الكفة. مارس المرشحان حملتيهما بأخلاقيات الساسة الذين يحترمون وطنهم ومجتمعهم، وكل مصري يتحلى بالوطنية لا بد أنه يتوق إلى إتمام هذا الاستحقاق لكي يعود إلى حياته الطبيعية ويمارسها في سلام وأمن. وحدهم الذين خسروا الرهان العبثي والمقامرة بمصر هم المستاؤون من هذه اللحظات الحاسمة التي ستعيد لمصر نبضها الطبيعي. هؤلاء يحاولون اللعب بالأوراق الأخيرة بتكتيك سياسي ساذج، فلا هم أعلنوا المقاطعة صراحة ولا هم أبدوا النوايا الحسنة المؤكدة للانخراط في بناء مستقبل مصر. أما الجانب الآخر المحتمل فإنه يمثل الانتحار الحقيقي لو فكروا في الإقدام عليه، وهو محاولة إشعال العنف في الشارع لإفساد الانتخابات. مئات الآلاف من قوى الجيش والشرطة لن تسمح لهم أبدا بإفساد مرور هذا الاستحقاق بسلام، والشعب المصري لم يعد يتحمل العبث بأمنه ومقدراته على يد جماعة تضامنت مع ميليشيات الإرهاب ومرتزقة الدم لإثخان وطن كبير وعريق. حتما ستحدث بعض المناوشات الصغيرة لكنها ستمثل طلوع الروح في جسد مريض انقطعت به الأسباب التي كانت تساعده على البقاء من خارج مصر، ولفظته مصر بعد أن تأكدت أنه جسد غريب عليها. ستمضي مصر نحو الأجمل والأفضل وما يليق بها، وستكون قادرة على طي صفحة آلامها ومتاعبها، وستعود لمصر شمسها الذهب.