وجدت حقوق الإنسان منوطة بدور الحماية للكرامات والتصدي للانتهاكات، كذلك الشؤون الاجتماعية في الرعاية ومكافحة التعنيف بكل أشكاله، وهذا ما يحفِّزنا لفتح هذا الملف المتعلق بقضايا مرتبطة بالانتهاكات والتعنيف التي أصبحت تتفاقم دون حلول أو علاج، وحديثنا هنا عن فئة تعوَّدنا وجودهم قرب الإشارات المرورية والمطاعم والمراكز التجارية، بل وفي كل مكان بأشكال وتصرفات تدَّعي الشفقة من أجل طلب المال.. هم المتسولون، يمارسون تسوُّلهم بكل حرية حتى باتوا من كثرتهم يتقاسمون الأماكن فيما بينهم، تحكمهم مواثيق عدم اعتداء على مناطقهم من قِبلهم، والأسوأ من ذاك أنه بات استعمال الأطفال الرضع موضتهم في استعطاف الناس، وقد وصل الحال ببعضهم إلى استئجارهم في صورة تجسِّد انتهاكاً إنسانياً بحق أولئك الأطفال، فلا يبالون بتعريضهم لأشعة الشمس الحارقة والتجويع وقتل براءتهم دون شفقة أو رحمة، وفي تصوري أن غياب مكافحة التسول قد فاقمت من تلك الظاهرة، وأصبحنا في ضرورة إلى تدخلها لمعالجة الوضع، فما يحدث يشكل انتهاكاً لحقوق الطفل، وتهديداً لمستقبل أجيال لا يملكون القدرة للدفاع عن أنفسهم أو استنكار تلك الانتهاكات، ما يتطلب اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يستخدم أولئك الأطفال، ولا يعفي ذلك ذويهم من المساءلة والعقوبات، وكذلك نحتاج إلى تدخل فاعل لدور الحماية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمان الأسري لإنقاذهم وتوفير العناية لهم والرعاية الاجتماعية والنفسية والمعيشية.