بَث الرُعب وإعدام النشطاء في الساحات العامّة أمام مرأى ومسمع الجميع لا يكفي لترسيخ مفهوم الشموليّة على النظام الحاكم في إيران ولضمان استمراريّته في سحق الحريّات الأساسيّة والحقوق الإنسانيّة للشعوب، فأوعز «بناهيان» القيادي في «مقرّ عمّار الاستراتيجي» للإذاعة والتليفزيون الرسمي الإيراني بنشر مشاهد من «قطع الرؤوس» ارتِكبت خلال أعمال العنف طيلة العامين الماضيين في الوطن العربي على حد قوله والغاية منها تعريف الشعب الإيراني بمفهوم العدوّ! ومنذ احتلال العراق عام 2003 وبمشاركة إيرانيّة رسميّة، شاهدنا كثيرا من المشاهد الدراميّة على يد العناصر الإيرانيّة ضد العراقيين والقتل عبر ثقب الجثث والتمثيل بها وإلقائها في نهري دجلة والفرات، مثلما شاهد العالم في الأيام الأولى من الثورة السوريّة كيف يقوم جنود بشّار بمعيّة الحرس الثوري الإيراني بقتل الثوّار والتمثيل بجثثهم وإلقائها في نهر العاصي مع رفع شعار الله أكبر لتنسبها وسائل إعلام بشّار إلى الثوّار لتشويه سمعتهم. والمشاركة الفارسيّة في ارتكاب عشرات المجازر ضد أطفال سوريا وشيوخها وشبابها لبث الرُعب والنيل من الثورة المتحديّة أعتى الأنظمة الشموليّة في المنطقة، لا تخلو من إعداد الجرائم في الواقع وليس التمثيل وتصويرها واستخدامها كرسائل رُعب موجّهة للشعوب ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران. ولا شك أن توصيات المسؤولين الفرس ببث مشاهد الرعب وقطع الرؤوس تعد تهديداً مفضوحاً لكل من تساوره نفسه بالثورة على الطغمة الحاكمة في البلاد.