اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «من الضروري إبعاد شبح ما يقال الامن الذاتي عن مدينة طرابلس، فمن واجبات القوى الأمنية ملء موقعها بكل ما للكلمة من معنى». وقال بعد اجتماع وزاري أمني في منزله في حضور وزراء الداخلية والبلديات مروان شربل، والمال محمد الصفدي، والدولة احمد كرامي، والشباب والرياضة فيصل كرامي، النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس فرع مخابرات الشمال العميد عامر الحسن، وعدد من ضباط قوى الامن الداخلي: «الذي حصل كارثة انسانية ووطنية وخصوصاً عندما اطلعنا على حجم الخسائر بالأرواح والأملاك وتداعينا لهذا الاجتماع». وأضاف: «بحثنا حماية الاملاك الخاصة ومعاقبة كل من تسوّل له نفسه القيام بأعمال مخلّة. وكلفنا المدعي العام التمييزي الذي يقوم بتحقيقاته الاساسية في مسرح الجريمة أن تكون هناك ملاحقة للأشخاص الذين عملوا للإخلال بالامن». وتابع: «الامن يلاحق كل ما هو شاذ ولكن باتت القاعدة هي الشواذ، ولكن اكدنا اليوم ان القاعدة يجب ان تبقى الاساس، التمسك بالدولة ومؤسساتها والأمن ودعم الأجهزة الامنية للقيام بكامل واجبتها». وزاد: «استمعنا ايضاً الى المدعي العام التمييزي والتحقيقات الجارية واذا كانت هناك من خيوط وطلبنا عند انتهاء الأدلة الجنائية من دورها أن يعطى الإذن للقيام بعمليات التنظيف الكاملة وعودة المناطق الى طبيعتها بسرعة». ولفت إلى أنه «اطلع من رئيس المصلحة الصحية في الشمال على تقرير كامل لعدد الضحايا الذي ناهز 900 جريح و 35 شهيداً و110 من الجرحى البعض منهم حالهم خطرة». وقال: «الكارثة كبيرة ووزارة الصحة قامت بواجبها كاملاً بالطلب الى كل المستشفيات قبول الجرحى على حساب الوزارة». وتابع: «أعطينا أمين عام هيئة الاغاثة التوجيهات للقيام بالإيواء السريع ومسح الأضرار في المدينة في السرعة المطلوبة». ولفت إلى أنه سيجتمع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان «وسننقل له القرارات التي اتخذناها، فالأمن اليوم هو الاساس وسيكون مستتباً بخاصة في طرابلس، وطرابلس لن تنكسر ولا يمكن ان ترضخ لأي شيء ضد ارادتها، ونحن دائماً متمسكون بالدولة». وأكد «توقيف أحد المشايخ الذي يحقق معه، ولم يرد اي شيء أساسي في هذا الموضوع. هناك تعزيزات أمنية ومراقبة لمداخل طرابلس ونطلب من المواطنين الصبر وسيتم اتخاذ الإجراءات الامنية الضرورية لتفادي اي حوادث مماثلة في المستقبل». وقال: «بالأمس عندما تدخل الجيش والقوى الأمنية على مسرح الجريمة كانت هناك عواطف مجيشة ومواضيع غير مستحبة فالجيش استعمل العقلانية ولا يزال يستعملها في كل الظروف وقرر ألا يواجه الناس ومن بعد تشييع الشهداء سيكون للجيش دور فاعل وقوي»، داعياً «اهل طرابلس الى الصبر والتصرف بحكمة والمهم ان نبقى متماسكين. لا للأمن الذاتي، وإسرائيل المستفيد الاول مما يجري». وأضاف: «فضلت بالامس عدم الكلام، وأعتقد ان ليس من مجال للكلام، لنضع ايدينا بأيدي بعض، يكفي خندقة، وليتق السياسيون ربهم، وأدعو وسائل الاعلام الى ان تتقي الله خاصة في مدينة طرابلس، والمهم ليس السبق الصحافي بل الامن. يكفي ضحايا ودماً يسيل على الارض من دون اي طائل ومن دون جدوى، الايادي نفسها هي التي وضعت انفجار الضاحية وانفجاري طرابلس وهناك الكثير من المستفيدين من هذا الوضع وإسرائيل المستفيد الأول». ووجه نداء إلى أهالي طرابلس بـ «عدم ترك العصبيات تعمل، والتماسك وعدم اللجوء الى الامن الذاتي». وتفقد ميقاتي مكاني الانفجار في محيط مسجد السلام في الميناء ومسجد التقوى في الزاهرية.