إذا كانت ملامح صدارة الدوري قد تحددت في وقت مبكر وتحديداً بعد نهاية الدور الأول فإن هوية البطل صارت أقرب إلى المعرفة منها إلى الغموض وقد تكون مسألة وقت ما لم تحدث أمور ليست في الحسبان. في المقابل وفي الدرجات الأدنى من السلم تنافس محموم على الصعود هرباً من القاع ربما أدى إلى تدافع الفرق وإصابة البعض بأضرار. والدوري الذي يطبخ عادة على نار هادئة إلى ما قبل نضوجه حيث يتم رفع درجة حرارة النار من تحته تدريجياً اشتعل هذه المرة مبكرا وأصبح عرضة للحرق حيث طالته النار من كل الجوانب وربما أثر ذلك على طعمه ونكهته. حسابياً انحصرت البطولة بين فريقين فقط وقد تبقى من عمر الدوري ربعه، بل إنها كذلك قبل فترة هما النصر(57 نقطة) والهلال (48) فيما رصيد الأهلي وهو أقرب منافسيهم 34 نقطة بمعنى أن الفارق بين المتصدر والثالث 23 نقطة وهو يزيد بمراحل عن أكبر مجموع نقطي يمكن أن يحصل عليه فريق في الجولات الخمس المتبقية وهو15 نقطة. وحسابياً أيضا فإن بقية الفرق الـ 12 كلها معرضة للهبوط فالفارق بين الثالث والثالث عشر 13 نقطة وربما كانت المرة الأولى أو من الحالات النادرة التي يتسع فيها الفارق ويضيق بهذه الصورة. طبعاً هناك فرق تملك الخبرة وثقافة المنافسة مما يعني استبعاد هبوطها إلى جانب رصيدها النقطي مثل الأهلي والشباب والاتحاد ويليها بمراحل الاتفاق ثم التعاون الذي تميزهذا الموسم بمستوياته وأمن نفسه قبل مراحل الحسم. وإذا كان النصر الأقرب بنسبة كبيرة لتحقيق البطولة فإن النهضة في المقابل الأقرب للهبوط عطفاً على الرصيد النقطي لكل منهما وموقفه من الجولات المقبلة. الجولات الخمس المتبقية ستكون مثيرة وصعبة وستشهد صراعاً قوياً سواء على من يرافق النصر والهلال من أجل التمثيل الآسيوي حيث انحصرت المنافسة تقريباً بين الأهلي والشباب والتعاون التي ستلتقي بعضها البعض في لقاءات مصيرية حاسمة أو على بقية الفرق للهروب من شبح الهبوط. المراكز7و8 و9 تقف فيها ثلاثة فرق بنفس الرصيد من النقاط (24 نقطة) لكل منها وهي نجران والشعلة والاتفاق. المراكز11و12و13 تقف فيه ثلاثة فرق أيضا برصيد (21 نقطة) لكل منها وهي العروبة والفيصلي والرائد وجميع هذه الفرق ستلتقي بعضها وستكون مبارياتها ذات حساسية وأهمية من نوع خاص. مباريات الجولة 22 ستكون حاسمة ومصيرية يبرز في مقدمتها الشعلة (24 نقطة) مع العروبة (21 نقطة) والشباب (32) مع التعاون (31) والفيصلي مع الرائد ولكل منهما (21) نقطة بمعنى أن هذه الجولة ستشهد سباقاً بين ثلاثي العروبة والفيصلي والرائد للابتعاد عن المركز13 وتجاوز حاجزالـ21 نقطة دون أن نقلل من أهمية لقاءات النصر بالاتفاق والهلال مع نجران والأهلي مع الفتح والاتحاد مع النهضة. ما تبقى من جولات لا يحتمل المزيد من الأخطاء ويجب أن تعطيها لجنة الحكام الاهتمام اللازم من حيث تهيئة الحكام وإعدادهم لها واختيار الحكم المناسب لكل مباراة وأعتقد أن وجود الحكم الأجنبي في هذه الجولات ضروري وأن يتعاون اتحاد القدم مع الأندية في ذلك. ورغم أهمية هذه المرحلة وإثارتها فإن الإعلام الباحث عن الإثارة مازال يتابع الصدارة والمتصدرين ناسياً أو متناسياً أهمية الجولات المقبلة والإثارة الموجودة في بقية المراكز والتي تحتاج للمتابعة والاهتمام فهي الأحق والأجدر وفقاً للعرف الصحفي والإعلامي فهناك فرق بين مواقف قد تبدت وأخرى يكتنفها الغموض. والله من وراء القصد،،،