تشدد الولايات المتحدة، وغالبا الاتحاد الاوروبي ايضا، عقوباتهما على روسيا المتهمة بدعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا الذين يحتجزون منذ ثلاثة ايام مراقبين من منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وامتد الحراك صباح أمس ليشمل مدينة كوستيانتينفكا، القريبة من دونيتسك، حيث سيطر مسلحون موالون لروسيا على مبنى البلدية، بحسب ما نقل مراسلون. ووقف قرابة 20 ناشطا بزي مدني من دون شارات امام البلدية ومقر الشرطة لحراستهما. وعمد آخرون الى بناء السواتر في محيط مبنى البلدية حيث رفع علم "جمهورية دونيتسك". ويبلغ عدد سكان كوستيانتينفكا 80 الف نسمة وهي تقع بين سلافيانسك ودونيتسك الخاضعتين ايضا لسيطرة الانفصاليين. وفي سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي في الشرق الناطق بالروسية، يبقى الوضع متوترا بالرغم من الافراج مساء أمس الأول عن واحد من 12 من مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا. واشارت متحدثة باسم الانفصاليين ستيلا خوروشيفا الى ان "المفاوضات مستمرة مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا" من اجل اطلاق سراح الاحد عشر الباقين، وهم سبعة اجانب واربعة اوكرانيين. واوضحت "انهم بخير". وكان زعيم الانفصاليين في سلافيانسك فياتشيسلاف بانوماريف وصف المراقبين المحتجزين بانهم "اسرى حرب". ويحتجز الانفصاليون منذ الاحد ايضا ثلاثة ضباط اوكرانيين يتهمونهم بالتجسس. ونقل التلفزيون الروسي صورا لثلاثة رجال معصوبي الاعين قاموا برفع بطاقات هوياتهم امام الكاميرات. وقال احدهم انه يعمل في دائرة مكافحة الارهاب. والتوتر بين الموالين لروسيا وانصار حكومة كييف ليس محصورا بسلافيانسك، وانما تشهده مدن اخرى مثل دونيتسك وخاركيف حيث تدور حرب اعلامية لا تساهم سوى في اذكاء الازمة. واستولى المعارضون على محطة التلفزيون الاقليمية في دونيتسك، من دون ان تتدخل الشرطة لمنعهم، وفي خاركيف اصيب رئيس البلدية الموالي لروسيا غوانادي كيرنيس برصاصة في الظهر في اعتداء شنه مجهولون. وهو "يخضع الآن لعملية جراحية في الظهر، ويكافح الاطباء من اجل انقاذ حياته"، وفق ما جاء في بيان البلدية. ويتهم الغربيون روسيا بدعم الانفصاليين وخلق حالة شبيهة بما حصل في شبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا في مارس بعد استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية. وبالنتيجة يحاول الغرب الضغط على روسيا عبر التلويح بعزلها دوليا. ومن المفترض ان تعلن الولايات المتحدة عن تشديد العقوبات على موسكو، وفق ما صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال تواجده في مانيلا في اطار رحلته الآسيوية. ومن المفترض ان يعلن سفراء الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل ايضا تشديد العقوبات على روسيا بالتنسيق مع واشنطن. واوضح اوباما ان العقوبات ستشمل افرادا ومؤسسات وواردات روسيا من معدات عسكرية متطورة. وكان الرئيس الاميركي شرح ان الهدف من العقوبات هو ان "نفهم روسيا بانه يجب وقف الاعمال الرامية لزعزعة الاستقرار في اوكرانيا". وحذر من انه "طالما ستستمر روسيا في الاستفزاز بدلا من السعي الى تسوية هذه المسألة سلميا والى نزع فتيل الازمة سيكون هناك عواقب ستزداد حدتها". في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الصينية أمس معارضتها لفرض عقوبات على روسيا. وقال المتحدث باسم الوزارة تشين قانغ إن الصين "ظلت على اتصال" بكل الأطراف منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا بما في ذلك مجموعة الدول السبع وشرحت موقفها. وأضاف في إفادة يومية مقتضبة "بالنسبة لمسألة العلاقات الدولية تعارض الصين دائما فرض العقوبات أو التهديد بها. نرى أن العقوبات لا تؤدي إلى حل القضية وقد تزيد التوترات سوءا". واستطرد "ندعو كل الأطراف إلى الاستمرار في اللجوء الى الحوار والتفاوض لحل الخلافات بشكل ملائم والدفع بحل سياسي لأزمة أوكرانيا. العقوبات ليست في مصلحة أي طرف".