تنتشر في الغرب ظاهرة المواقع والتطبيقات الاجتماعية التي تهدف للجمع بين شخصين. هذه التطبيقات تمثل نافذة من نوافذ التواصل بين الذكور والإناث. ولا شك أن هذا الأمر بالشكل المطبق هناك، لا يتسق مع مفاهيمنا وقيمنا الدينية والمجتمعية. لكنني قصدت من الحديث عن هذا الأمر، الخروج بفكرة أقترح أن تتبناها وزارة الشؤون الاجتماعية، وتعتمد على إيجاد وسيلة إلكترونية يمكن من خلالها استقبال طلبات الزواج سواء من خلال الشباب أو الفتيات أومن خلال الأسر أيضا. وكما يقدم المرء طلبا لقرض أو خدمة ما، يمكن الاستفادة من التقنية في تيسير الزواج لمن لا يجد وسيلة مباشرة إلى هذا الأمر، بحكم التعقيدات التي أفرزتها الحياة المعاصرة، التي جعلت الإنسان لا يعرف حتى جيرانه. هذا الأمر في رأيي يتسق مع المهمات التي أوكلها مجلس الوزراء إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بتنفيذ دورات تثقيفية للراغبين في الزواج من الجنسين. أعرف حساسية هذا الأمر، لكنني أستشعر أهميته وضرورته بالنسبة للبعض. لقد تحول الأمر إلى تجارة لكل من هب ودب. مواقع إلكترونية التسجيل فيها بمقابل مادي وأغلبها تقوم بأدوار مشبوهة، وهناك مجاهيل ومجهولات على "تويتر" و"فيس بوك" يقدمون أنفسهم باعتبارهم يقدمون خدمات الزواج. وبعضهم يقول إنه متخصص في المسيار فقط، وأخريات يعرضن خدمات لا تمت للزواج بأي صلة.. إلى آخره. المؤلم في كل هذا، أن هناك من يهدر أسراره وماله على هؤلاء، رغم عدم جدية الخدمات التي يقدمها معظمهم. وهناك جمعيات خيرية تمارس هذا الدور، وجهدها رغم أنه محدود إلا أنه مشكور تماما. لنكن واقعيين ونعترف أن ظاهرة العنوسة والعزوبة في مجتمعنا وفي كل المجتمعات العربية، أصبحت مصدر شكوى وقلق كثير من الأسر وإن منع الحياء معظمهم عن التصريح بذلك. قبل أن أختم هذه المقالة لابد أن أشكر الأخ محمد بن سعيد السناني الذي تفاعل مع مقالتي: شباب وشابات دون زواج ("الاقتصادية" 2014/3/26) وتكلف عناء الحضور للصحيفة حاملا وجهة نظره التي تؤكد ضرورة إعطاء موضوع تزويج الشباب والفتيات اهتماما أكبر. ويؤسفني أنني لم أتمكن من مقابلته؛ لكنني تعلمت من رسالته الكثير، وكنت أتمنى أن أستمع إلى شريط كاسيت أهداني إياه يضم تسجيلا لحلقة من إذاعة الرياض تناقش الموضوع ذاته، لكنني مع الأسف لا أملك جهاز تسجيل، فقد أفقدتنا التقنية الحديثة العلاقة الحميمة سابقا مع الكاسيت.