يدور المتسابقون حول كراسي أقل عددا منهم، الكل يركض خارج دائرة الكراسي، العين على الكرسي، الأذن مع الموسيقى أو الصافرة، فور انقطاع الصوت، يندفع المتسابقون نحو الكراسي، المتسابق الذي لا يتمكن من الجلوس على الكرسي يخرج من المسابقة، الحصول على الكرسي أنك ستكون في دائرة الضوء، الكرسي هو من يمنحك المكانة تلك اللحظة التاريخية حسب وعيك وفهمك!. هذه اللعبة نشاهدها كل احتفال، سباق على الكراسي، الفرق الوحيد أن المتسابقين يرتدون المشالح، واللعبة تتم دون موسيقى! ما زلت اعتبر احتفال "جائزة مكة للتميز" قبل ثلاث سنوات هو أجمل حفل حضرته في بلادنا، خاصة في دقة التنظيم، تشعر بالفعل أنك في مكان له هيبته، أنا لا أبالغ عندما أقول لكم إنني شهدت واحدا من أجمل الاحتفالات في بلادي، إن لم يكن أجملها على الإطلاق! تدخل للصالة وأنت تعرف مكانك الذي تجلس عليه بالضبط، الأمور في ذلك الاحتفال لم تكن تسير اعتباطا ـ أو كما يقول أهل الشام "كل من إيدو إلو" ـ تدخل وبيدك "بطاقة الدعوة" محدد عليها رقم الكرسي الذي تم تحديده من قبل اللجنة المنظمة، دخل الضيوف بهدوء، شاهدوا حفلا رائعا، غادروا دون أن يشاركوا في لعبة الكراسي! هذا رجاء أوجهه لكل مسؤول في بلادنا، الاحتفالات تعكس وجها مشرقا للمنشأة، حينما تقوم بتوجيه الدعوة لعدد من الأشخاص يجب أن تدرك أن "المعازيم"، أو الضيوف، أو المدعوين ـ سمهم ما شئت ـ هم "في وجهك"، كما يقال في لهجتنا الدارجة، إن لم تكن قادرا على تأمين كرسي للضيف، أو لم تكن قادرا على وضعه في المكان المناسب، يجب عليك عدم دعوته من الأساس، ليس هناك أسهل من النجاح لمن يمتلك أدواته، ثم إن الأمر أبسط مما تتصوره، جرّب، لن تخسر شيئا.