المهرجان الدولي للخيام بحزوة التّابعة لمحافظة توزر (550 كم عن العاصمة تونس) والمحاذية لآخر نقطة حدودية مع الجزائر، على وقع الرقصات الشعبية وأنغام البدو وأشعار سكان صحراء شمال إفريقيا، وتختتم أعماله السبت. ومن العروض التي أمتع بها المهرجان زواره "رقصة النجع" التّي أثثتها فرقة "الزقايري" بحزوة وفرقة "فزّان" للتراث اللّيبي إضافة إلى سهرة " الخيمة المغاربية" للفنان محمد محبوب من الجزائر. وشهد حفل الافتتاح عرض ملحمة "رجل غريب" التّي تجسد الحياة القبلية في البوادي فضلا عن عروض احتفالية بمشاركة فرق من سبع دول عربية من بينها ليبيا والجزائر ومصر وفلسطين والأردن وسلطنة عمان. وتسمية ملحمة بـ"رجال غريبة" هي نسبة لأصول سكان مدينة حزوة الحدودية، حيث تقول الاسطورة كما يرويها مدير المهرجان عمار بالعيد بأنّ "أصل سكان مدينة حزوة يعود إلى المشرق العربي وتحديدا اليمن حين وفد سبعة رجال تربطهم علاقة قرابة ليستقروا في هذه الربوع ويمتد نسلهم بين المناطق الصحراوية بين توزر وقبلي بالجنوب التونسي". وانتظمت الدورة 23 من المهرجان تحت شعار "تونس خيمة السلام" وتنتهي اليوم السبت. وتعود تسمية مهرجان الخيام الى سنة 1986 تاريخ أول دورة حيث لم تكن هناك فضاءات تتسع لاستقبال المشاركين والجماهير فوقع الاختيار على اسم الخيام لما ترمز اليه الخيمة من أصالة وتعلق بالصحراء والبادية بحسب ما يؤكده المنظمون. وتوافدت عدة فرق أخرى على المهرجان منها "نادي قماطة العربان للفروسية" بليبيا و"نادي هواة الجمال بورقلة الجزائريّة" وفرقة "امركاس للتراث" والفلكلور و"فرقة قرقابو" الجزائرية. وتوزعت العروض بين الصّيد "بالسلوقي" (كلب صيد) وسباق المهاري ورقصة "الزقايري" الشعبية والفروسية وغزوة الغورة (مشهد مثل هجوم بعض الاجانب على القبيلة) وتجسيدا للعرس التقليدي. وقال الشاعر معاوية الصويعي وهو احد المشاركين في الاحتفالات "أصبحت لتونس مساهمة بشكل كبيرة في المحافظة على التنوع الثقافي وربط جسور التعاون بين المثقفين العرب للمحافظة على الهوية العربية والقيم ". وقال عثمان حمد رئيس جمعية "دادة أحمد الفلكلورية" القادمة من مدينة غرداية الجزائريّة وهو عازف على آلة الزكرة المصنوعة من خشب اللوز، "الة الزكرة يختلف شكلها ولونها من مدينة الى أخرى". وتختتم الدورة 23 من مهرجان الخيام بحزوة، السبت، بملتقى الجمعيات تحت شعار " تونس والجزائر اليد في اليد من أجل بناء الغد" في دلالة على عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين وهو ما يؤكده الشيخ احمد بن عبدالحفيظ وهو شيخ إحدى قبائل المنطقة من مواليد 199. ويضيف عبدالحفيظ "ايام المستعمر الفرنسي كنا نسكن الخيام في الصحراء الممتدة كشعب واحد".