في كل مرة أسلك طريق الشمال الدولي منطلقاً بسيارتي من مدينة عرعر باتجاه الشرق، وعند وصولي لموقع مشروع إنشاء جامعة الحدود الشمالية الذي يقع بعد مدخلها الغربي تجبرني ذاكرتي على تذكر تلك الكهوف الأثرية ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عندما زار عرعر قبل أربعة أعوام تقريباً، والحكاية فيها تفاصيل مثيرة تحصل لأي محرر بسيط يريد مقابلة مسؤول بحجم وزير وحوله حراسات أمنية ومسؤولون من جامعة الشمالية بحجج ليس مقام ذكرها هنا، إلا أنني تمكنت من الوصول له مع عدد من الزملاء، ومن سوء حظي كنت آخر من سأل معاليه بعد أن أخذ زملائي جميع الأسئلة التي كانت تدور في فكري، ترددت كثيراً وأحببت أن أكتفي بكلمات ترحيبية فقط بمعاليه بمناسبة هذه الزيارة الميمونة، ولكن فضولي الصحفي لم يوافقني الرأي وبادرته بسؤال عن سبب تعثر إنجاز مشروع مبنى جامعة الحدود الشمالية التي رُصدت لها ملايين الريالات وأمر بإنشائها قائد مسيرة التنمية خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) إلا أنها تأخرت أكثر من ثلاثة أعوام، فكانت إجابته التي تم نشرها في وقتها بصحيفة «الرياض» التي أعمل فيها كمحرر في عرعر، مقنعة بالنسبة للرأي العام ولي، وهي أن الكهوف الأثرية كانت عائقاً وجارٍ تعديل التصاميم الهندسية لسرعة إنجاز المدينة الجامعية حلم أهالي عرعر منذ عشرات السنوات، انتهت إجابته وشكرت معاليه وانتهت قصتي مع الوزير وبدأت مع الكهوف الأثرية التي عطلت إنجاز المشروع سنوات لم أتوقع أن تمتد طويلاً، وبدأت أتساءل ما قصة هذه الكهوف ولأي عصر تنتمي؟! وهل تعلم عنها وزارة السياحة والآثار! لماذا لا تصبح معلماً سياحياً! وفجأة أعود بأفكاري لمشروع المبنى الجامعي الذي لم ينجز منه -قبل وبعد -التصريح سوى نسبة بسيطة لم تتجاوز 40%، وأتساءل ما حقيقة تأخر إنجازها؟!!