×
محافظة المنطقة الشرقية

دراج سعودي يقطع 1600 كيلومتر من الخبر الى جازان

صورة الخبر

كورونا أشغلتنا كثيرا بحقائق وإشاعات، فالصحة مشغولة بالفيروس وبالمرضى وبالجميع، والناس بين مطمئن وبين حذر وبين خوف (فوبيا العدوى)، بينما وسائل الإعلام ــ خصوصا الإلكترونية ــ كل منها يغني على ليلاه، ىما بين متندر ومهاجم لأجهزة الصحة، وبين مشيع للهلع، وكأن كورونا قد (عملت عملتها السودا) ــ لا سمح الله. نعم، هناك حالات وفاة بسبب الفيروس، وحالات إصابة مؤكدة، وأخرى مشتبه بها، وبعضها يثبت سلبية الإصابة. عموما الإشكالية ليست لدى وزارة الصحة من الناحية العلاجية والوقائية، بقدر ما هي مشكلة توعية، حيث تبارت وسائل الإعلام الإلكترونية في إظهار حضورها بتوسيع الحديث في غير محله، ويغلب على تناولها لكورونا القتامة والتهويل وغلبة الأسود على الأبيض بما يحدث رعبا أكثر ما يطمئن ويقدم توعية للمجتمع. إن مطالبة وزارة الصحة بالشفافية أمر في محله وحق للمجتمع عليها، ولكن في حال ثبوت حالة مرضية بفيروس معد، اعتدنا حدوث حالة من الارتباك في بعض الأجهزة على الأقل في الفترة الأولى، بينما المجتمع يستمر في سلبيته دون أدنى سلوك للوعي الصحي، خصوصا مع حتمية الاختلاط اليومي في مجالسنا والتعليم والمساجد والأسواق والعمل، وفي مثل هذه التجمعات هناك من يداهمه العطس والكحكحة والرشح، ولا يرتدي كمامة ولا لديه مناديل ورقية، بل ليس لديه استعداد لوضع يديه على فمه عند العطس حماية لغيره الذي قد يكون بجواره في تلك الأماكن، ولو اتبع المريض الإرشادات لكان أفضل، لكن الغالبية لا تفعل مع أنه سلوك بسيط ولا يكلف سوى نصف ريال ثمن الكمامة، فأين مجتمعنا من هذا الوعي والسلوك الوقائي السليم والبسيط؟!. إن الوقاية خير من العلاج، والتوعية أساسية للسلوك الصحي السليم، وكما قلت لا يكلف شيئا، والمريض الذي يهمل في الإرشادات لا يحافظ على نفسه ولا على غيره، في الأماكن المختلطة داخل المنزل وخارجه. لذا أعود وأقول إن الشفافية وإن كانت مطلوبة بشدة من الأجهزة الصحية حتى لا تترك فرصة للإشاعات والتهويل، إلا أن المجتمع نفسه يحتاج إلى سلوك أكثر وعيا، وكذا الإعلام مطالب بوضع الحقائق في مكانها، ودوره في التوعية يوازي دوره في نشر الحقائق للمصلحة العامة والاحتياطات المجتمعية، ولذلك يظل التنسيق مطلوبا مع الأجهزة المختصة. أخيرا لا بد أن يغير المجتمع من عاداته في مثل تلك الحالات كالتقبيل عند المصافحة. حفظ الله الجميع.