×
محافظة المنطقة الشرقية

العمل والتنمية: مسح ديموغرافي لتحديد احتياجات المناطق من الجمعيات والمؤسسات الأهلية

صورة الخبر

مع انتقال معركة الموصل إلى الشوارع الضيقة والمنازل المكدسة في الحي القديم تواجه قوات المدفعية وقادة طائرات الهليكوبتر الأمريكية الداعمة للقوات العراقية السؤال الأزلي.. كيف يمكن تفادي سقوط قتلى من المدنيين؟ ويضع هؤلاء ثقتهم في الصواريخ الموجهة التي يمكن أن تصيب أهدافها بدقة بالغة. لكن الفطرة البشرية تلعب دورا كذلك في مواجهة عدو كمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين اتخذوا من المدنيين دروعا بشرية ويختبئون في المنازل والمساجد. وقال الكابتن لوكاس جبهارت وهو قائد مجموعة من طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي بالجيش الأمريكي “مهمتنا هي العثور على داعش وتدميره. لسنا هنا لقتل الأشخاص الخطأ.” وتتمركز المجموعة في قاعدة غرب القيارة الجوية التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل وتضم أيضا بطارية صواريخ تطلق النار باتجاه غرب الموصل. وكانت هذه القاعدة موقعا مهما في ذروة الاحتلال الأمريكي للعراق. وانتزع تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة عليها من القوات الحكومية العراقية في 2014 ودمرها. واستعاد العراقيون القاعدة في يوليو تموز الماضي ويعمل الجيش الأمريكي الآن على بنائها من جديد كقاعدة دعم لعملية الموصل. وجبهارت، الذي كان يرتدي قبعة سلاح الفرسان بالجيش الأمريكي وعليها سيفان متقاطعان، هنا منذ ديسمبر كانون الأول. وقدمت مجموعة طائرات الأباتشي دعما وثيقا للجيش العراقي وتتولى عمليات الإجلاء الطبي. وقال إنها قاتلت متشددي الدولة الإسلامية أكثر من 200 مرة. وقال جبهارت للصحفيين “نحلق يوميا إذا سمحت حالة الطقس. نطلق الصواريخ أغلب الوقت.” وبدأ الجيش العراقي هجومه على الموصل آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق في أكتوبر تشرين الأول واستعاد في يناير كانون الثاني السيطرة على الجانب الشرقي من المدينة التي يشطرها نهر دجلة إلى نصفين. واستعادة السيطرة على الغرب بما في ذلك الحي القديم أصعب بكثير. وقال جبهارت “الجانب الغربي مزدحم للغاية وسيمثل تحديات جديدة لنا. ندرك الحاجة لتوخي الحذر أثناء تقدمنا.” وأحد هذه التحديات هو تفادي سقوط قتلى وجرحى مدنيين في صراع يختلط فيه المقاتلون بالسكان ويختبئون بينهم في بعض الأحيان. وقال جبهارت “جميع من يحلقون معي آباء وأزواج لذا فإننا نتأنى كثيرا لتفادي سقوط ضحايا لا نستهدفهم. نستخدم الصواريخ الموجهة. وما نطلقه من الأباتشي يذهب حيثما نريد.” ويحدد الجيش العراقي الأهداف ويقرها لكن الظروف قد تتغير في لحظة. وقال جبهارت “لدي خبرة شخصية مع الدروع البشرية. تعاملت مع هدف وجعل أسرة من نساء وأطفال تقف أمام منزل. كان الصاروخ في الجو بالفعل لكنني استطعت تحريكه. “أمامك مهلة قليلة من الوقت. إذا حدث شيء بعد إطلاق الصاروخ فلدينا إجراءات لتحريكه.” وانضم جبهارت (32 عاما) للجيش عندما كان مراهقا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة. وخدم في الفرقة الثانية والثمانين المنقولة جوا بالعراق عام 2003 قبل أن يدرس في أكاديمية وست بوينت العسكرية وينضم إلى سلاح الفرسان كما خدم في أفغانستان. وقال “أحب عملي. لا أقلق بسببه.”   * “نحب إطلاق النار” وفي جزء آخر من القاعدة تطلق بطارية المدفعية الميدانية الثامنة عشر “أودين” نيران صواريخ نظام مدفعية متنقل من على ظهر شاحنات. وأطلقت البطارية بعد ظهر أمس الجمعة عشرة صواريخ، تبلغ تكلفة الواحد منها نحو مئة ألف دولار، في غضون نحو 20 دقيقة. وشقت الصواريخ عنان السماء وخلفت سحابة من دخان أبيض ووميض نار فيما ترددت أغنية لبوب مارلي من خيمة جنود. وستصل الصواريخ إلى هدفها في شرق الموصل خلال دقيقة تقريبا. وأوضحت اللفتنانت ماري فلويد أن الصواريخ موجهة تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس). وأقر كبار الضباط في مركز العمليات المشتركة كل مهمات إطلاق النار وأرسلت الإحداثيات إلى البطارية عن طريق أجهزة كمبيوتر. وقالت “تصل الصواريخ إلى ارتفاعات عالية جدا لذا علينا إخلاء المجال الجوي، المدني والعسكري، على طول مسار الصاروخ. اضطررنا لإنهاء مهمات لأنها رصدت طيرانا.” وعلى الرغم من أن أهداف الصواريخ تكون في مناطق سكنية مكتظة بالسكان فإن البطارية تكون واثقة أنها ستصيب المقصود. وقالت فلويد إنه إذا حادت الصواريخ عن الهدف فلن تنفجر. وقالت “تخلف أضرارا جانبية محدودة جدا جدا لذا نحب كثيرا أن نستخدمها” في استخدام للمصطلح العسكري للإشارة إلى القتلى والجرحى من المدنيين. وأضافت “عندما تسقط الصواريخ فإنها تسقط بزاوية عمودية تقريبا. يجعل هذا الانفجار يقتصر على منزل واحد.” وتابعت أن البطارية أطلقت مئات الصواريخ منذ إرسالها للقيارة. وقالت “الإيقاع يتغير. نمضي عدة أيام دون أوامر. ثم قد نطلق النار طوال الليل.” وطاردت مسألة الضحايا المدنيين الجيش الأمريكي خلال حربي العراق وأفغانستان الطويلتين بدءا بإطلاق النار عند نقاط التفتيش وحتى هجمات الطائرات بدون طيار. وفي معركة الموصل تقصف طائرات حربية عراقية وأخرى تابعة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أجزاء من المدينة أيضا. ومن الصعب الحصول على أعداد هؤلاء الضحايا. وتؤكد واشنطن أن قواتها لا تدخر جهدا لتفادي سقوطهم. وقال خميس خنجر وهو سياسي ورجل أعمال عراقي بارز يوم الثلاثاء إن 3500 مدني على الأقل قتلوا في غرب الموصل منذ بدء الهجوم على المنطقة. وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بيان إنه وحتى الرابع من مارس آذار قدر أن 220 مدنيا على الأقل “غالبا” قتلوا دون قصد في ضربات للتحالف منذ بدء عملية العزم الصلب. وتقول فلويد إنه على الرغم من أن أفراد الجيش الأمريكي العاملين في البطارية من الرجال والنساء يدركون الخطر تماما فإنهم يؤمنون بعملهم. وأضافت “نحب إطلاق النار. يجعلني هذا سعيدة جدا. وفي الليل يكون جميلا جدا.” (إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)Open in New Window شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)