ناد رياضي إسباني كتالوني، يتخذ من مدينة برشلونة مقرا له ويصنف كأحد أبرز وأفضل الأندية الرياضية في العالم، ساهم بجدارة في صناعة تاريخ الكرة في العالم عبر تاريخه الطويل، اتجه مبكرا نحو الاحتراف الحقيقي، وضم أبرز نجوم العالم في كرة القدم إلى صفوفه في فترات عديدة من تاريخه. التسمية والشعارالاسم الرسمي للنادي هو نادي برشلونة لكرة القدم، ويعرف في أوساط مشجعيه بالبرسا، ويلقب أيضا بـ"البلوغرانا" نسبة إلى ألوان قميص الفريق (الأحمر والأزرق)، كما يعرف أيضا بالفريق الكتالوني نسبة إلى إقليم كتالونيا الإسباني الذي ينحدر منه الفريق، والذي طالب مرارا وتكرار بالانفصال عن إسبانيا. تضمن أول شعار للنادي (1899) عددا من الرموز من بينها الخفاش الذي يرمز للحرية، والتاج الذي يرمز للعظمة، ومن تحته معين يتضمن مجموعة من الخطوط الحمراء والصفراء والبيضاء، وفي العام 1910 تغير شعار النادي إلى الشكل الحالي الذي أجريت عليه تعديلات "شكلية" و"تجميلية" بالأساس. يتضمن الشعار الحالي مجموعة من الخطوط صفراء وحمراء في الجهة اليمنى (من الأعلى) ترمز إلى إقليم كتالونيا الذي ينتمي إليه النادي، وفي الجهة اليسرى من الأعلى إشارة صليب حمراء يحيط بها اللون الأبيض، أما أسفل الشعار فيتلون بخطوط وألوان النادي (الحمراء والزرقاء). التأسيس والمسارتأسس نادي برشلونة في العام 1899، من قبل مجموعة شبابية مهاجرة تعيش في برشلونة، وتزامن ذلك مع بداية فترة ازدهار كرة القدم في مختلف أرجاء إقليم كتالونيا. ويعد جوان غامبر الأب الروحي والعقل المدبر لتأسيس النادي، حيث قام برعايته وقاده في مرحلة النشأة والتأسيس، فقد قاد هذا الثري السويسري الفريق واحتضنه خلال إحدى أصعب الفترات التي مرت على النادي، وعرف في أدبيات برشلونة بمثابرته وتفانيه في خدمة المولود الجديد فكان لاعبا ومديرا ورئيسا للنادي على مدى 25 عاما. عانى برشلونة مرارا من تداعيات وإكراهات حاضنته الاجتماعية والجغرافية الكتالونية وعلاقاتها المضطربة مع الحكومة المركزية في مدريد العاصمة، وما يفرضه ذلك من "أثمان" سياسية، أدخلت النادي في مرحلة من المتاعب منذ ثلاثينيات القرن الماضي، خصوصا بعد استيلاء قوات الجنرال فرانكو على برشلونة (في عام 1939) بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية، حيث ألغيت نتيجة لذلك المؤسسات الكتالونية وحُظر استخدام اللغة الكتالونية في المعاملات الرسمية حتى عام 1975، وهي السنة التي توفي فيها الجنرال فرانكو الذي حكم إسبانيا بيد من حديد عبر نظام دكتاتوري. ولأن برشلونة "أكثر من مجرد ناد رياضي"، فلم يكن بعيدا من تلك التجاذبات ذات الطبيعة السياسية، فقد انخرط في تلك الفترة في الحركة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي قادها الناشطون الكتالونيون، معبرا عن التزامه بما وصفها بالقضية الوطنية، وشارك مرارا في عدد من الفعاليات والأنشطة ذات الطابع السياسي والثقافي.532282835900151c9b35f-5aeb-4d76-a960-0b46c56b1a11a61a88dd-392d-4fd7-bb77-ff037c75fae1video وقد دأبت جماهير برشلونة على رفع الأعلام الكتالونية وترديد الهتافات الداعية إلى استقلال الإقليم، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لتغريم البرسا مرتين بثلاثين ألفا وأربعين ألف يورو بسبب رفع الجماهير لهذه الأعلام في دوري أبطال أوروبا، كما هدد عام 2016 -حسب صحيفة آس الإسبانية- بدراسة فرض عقوبات مغلظة على "البلوغرانا" قد تصل إلى خصم نقاط من رصيده أو حتى الاستبعاد من دوري الأبطال على خلفية الأسباب ذاتها. ولئن كان عقد الثلاثينيات صعبا على النادي بعد انخراطه في النشاط السياسي الكتالوني، فقد كان عقد الأربعينيات أكثر صعوبة ومرارة بفعل تداعيات الأوضاع السياسية المحلية والعالمية، خاصة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. ثم بدأ الأمل يعود من جديد في ستينيات القرن الماضي زيادة في أعداد المشتركين وتعزيزا لأدوار النادي في الأوساط الكتالونية، وإن لم ينعكس ذلك الأمل على المستوى الرياضي نجاحا وتصدرا. ومع نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات كان البلوغرانا على موعد مع حدثين هامين أثرا في مسيرته ودفعاه قدما إلى الأمام، أحدهما انتخاب أغوستي مونتال كوستا رئيسا للنادي (1969) حيث ترشح للانتخابات بشعار "برشلونة أكثر من مجرد ناد"، أما الحدث الثاني فكان انضمام اللاعب الهولندي يوهان كرويف إلى النادي (1973)، وهو الانضمام الذي مثل تحولا كبيرا في تاريخ النادي ومكنه في أول موسم له مع برشلونة من الفوز بلقب بطولة الدوري بعد غياب 14 عاما. توالت مكاسب برشلونة في التسعينيات، وعادت النجاحات الكروية ترفرف في سماء برشلونة، فخلال هذه الفترة تمكن النادي من استقطاب مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين استطاعوا إعادة البسمة إلى شفاه مشجعي البرسا، حيث تمكن البلوغرانا من التربع على عرش الليغا أربع مرات متتالية بين عامي 1990 و1994، ولكن ذروة النجاحات كانت مع التتويج بكأس أبطال أوروبا عام 1992. ومثلت احتفالات البرسا بمرور مئة عام على تأسيسه مصدر فخر واعتزاز للنادي ومشجعيه، وهو ما شكل دفعا قويا وأساسا للنجاحات التي حققها في المراحل اللاحقة، ويرى المراقبون أن العشرية الأخيرة تمثل الفترة الذهبية في عمر النادي، ففيها واصل تصدره للأندية الأوروبية وأحرز الكثير من الجوائز والبطولات. وقد وصلت ميزانية النادي في موسم (2016-2017) إلى نحو 695 مليون يورو، وهي أعلى ميزانية في تاريخ النادي، بل هي أعلى ميزانية لناد في عالم كرة القدم بحسب الرئيس التنفيذي للنادي أوسكار غراو. وكان رئيس النادي جوزي ماريا بارتومو تعهد خلال حملته الانتخابية بأن ينهي ولايته على رأس النادي في 2021 بميزانية تقدر بمليار يورو سنويا. يتميز فريق برشلونة بأسلوب "تيكي تاكا" أو الكرة الشاملة الذي ظهرت مع نادي أجاكس ومنتخب هولندا في سبعينيات القرن العشرين، وطورها يوهان كرويف للإحالة على تمريرات قصيرة محكمة بين اللاعبين. بطولات وألقابحصل نادي برشلونة خلال مساره الطويل على العديد من الأوسمة والألقاب في عدد من الرياضات الهامة على مستوى العالم (كرة القدم، كرة السلة، كرة الصالات..) ومن أبرز البطولات والألقاب التي أحرزها في مجال كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم -إلى حدود نهاية 2016- ما يلي:5213999576001fcce881c-c31a-48b0-9a2e-a6ce8994903a2715e382-552b-4e8d-960f-8a235702efc9video - فاز 24 مرة ببطولة الدوري الإسباني.- فاز 28 مرة بلقب بطولة ملك إسبانيا.- فاز 11 مرة بألقاب كأس السوبر الإسباني.- فاز 23 مرة بطولة دوري كتالونيا.- فاز 5 مرات بلقب دوري أبطال أوروبا.- فاز 4 مرات بكأس الكؤوس الأوروبية.- فاز 3 مرات بألقاب كأس العالم لأندية كرة القدم.- فاز 5 مرات بألقاب كأس السوبر الأوروبية.- فاز 2 بالكأس اللاتينية. ملعب برشلونةيعرف ملعب نادي برشلونة باسم كامب نو (تعني باللغة الكتالونية الملعب الجديد) وهو أحد أكبر الملاعب في إسبانيا وأوروبا، بلغت تكلفة بنائه نحو مليون و730 ألفا و915 يورو. صنف من طرف الاتحاد الأوربي كـ"ملعب خمس نجوم"، ونظرا لجودة مرافقه تحول إلى معلمة سياحية ببرشلونة تستقطب سنويا ملايين السياح. وقد بدأت أشغال بنائه عام 1954، وافتُتح يوم 24 سبتمبر/أيلول 1957 بمباراة بين نادي برشلونة ومنتخب ضم لاعبي مدينة وارسو البولندية حضرها ثمانون ألف متفرج، رغم أن سعة الملعب آنذاك لا تتجاوز 73 ألف متفرج. يقع ملعب "كامب نو" شرقي مدينة برشلونة على بعد خمسة كيلومترات من مركز المدينة القديم، وتبلغ طاقته الاستيعابية 99 ألفا و354 متفرجا، وتغطي مساحة الملعب 55 ألف متر مربع، ويقدر علوه الأقصى بـ48 مترا. وقد احتضن ملعب "كامب نو" عبر تاريخه عددا من الأحداث والمباريات الهامة، من أبرزها استضافته للمباراة الافتتاحية في بطولة كأس العالم بإسبانيا عام 1982، ومباريات في بطولة أوروبا للأمم 1964. كما استضاف حفليْ افتتاح واختتام دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة عام 1992، إضافة إلى مباراتيْ نهائي دوري أبطال أوروبا عاميْ 1989 و1999، ونهائييْن لكأس الأندية الأوروبية أبطال الكؤوس عاميْ 1972 و1982.