هلسنكي - مثل "نوكيا 3310" علامة هامة على اشعاع شركة نوكيا التي كانت رائدة في عالم الهواتف الذكية قبل ان يخفت بريقها مع تصدر سامسونغ وابل للمشهد التكنولوجي. والشركة الفنلندية كانت ذات يوم أكبر مصنع للهواتف المحمولة في العالم لكنها تراجعت مع ظهور الهواتف الذكية وبزوغ نجم منافسين مثل العملاقة الكورية سامسونغ والمجموعة الاميركية ابل. وباعت نوكيا وحدتها للهواتف لعملاق البرمجيات الاميركي مايكروسوفت في نهاية 2013، وركزت منذ ذلك الحين على تصنيع معدات شبكات الاتصالات. ومن المقرر أن تعيد الشركة الفلندية للهواتف إطلاق هاتفها الشهير بإصدار جديد، وسيتم الكشف عنه خلال المؤتمر العالمي للمحمول الذي يقام في مدينة برشلونة نهاية فبراير/شباط2017. ويعد "3310" ذائع الصيت والمشهور على النطاق العلمي بداية العصر الحديث للهواتف النقالة وقد صدر لأول مرة عام 2000، ويتميز بسهولة استخدامه وطول عمر بطاريته واستمرارها في العمل لأيام، وهو يمهد لشراء الإصدار الجديد منه في المستقبل القريب. وتكافح نوكيا من أجل إعادة علامتها التجارية إلى الأسواق في عصر الهواتف الذكية. وكانت مايكروسوفت اشترت أسهم الشركة الفلندية، ليختفي بعدها اسم نوكيا من أسواق الهواتف الذكية ويغط في سبات عميق ويطرح بعد ذلك تحت اسم لوما. وفي مايو/أيار من العام الجاري، وقعت نوكيا عقدا مع شركة "HMDGlobal Oy" يسمح للأخيرة بإنتاج أجهزتها خلال السنوات الـ10 القادمة. وسيتم بيع الهاتف المتجدد بنسخته الحديثة بمبلغ يعادل 62.4 دولار أميركي. ومن الممكن شراء "3310" عبر موقع أمازون، ولكن عن طريق السوق الأصلية للهاتف، وليس من شركة أمازون نفسها. وتقدم أمازون مجموعة من المواصفات المميزة للهاتف المشهور، منها الآلة الحاسبة والساعة وقدرته على تخزين أكثر من 10 ملاحظات للتذكير، فضلا عن الألعاب مثل لعبة "سنيك 2" و"باريس 2" و"سبيس امباكت". وتهدف إعادة توزيع "نوكيا 3310" في الأسواق الى إتاحة جيل ثان من البطاريات طويلة المدى، حيث سيكون وفقا لخبراء بمثابة هاتف ثانِ لمن يرغب في هواتف عملية بلا تطبيقات أو كاميرات. وتتوقع الشركة أن تستهدف السوق الأوروبية من خلاله. وتستعين نوكيا بخبراء برمجيات وتختبر منتجات جديدة وتبحث عن شركاء في إطار سعيها للعودة إلى تصنيع الهواتف المحمولة وساحة التكنولوجيا الاستهلاكية التي تخلت عنها بعد بيع وحدتها للهواتف. وبدأت الشركة بالفعل في دخول السوق الاستهلاكية باطلاق جهاز كمبيوتر لوحي يعمل بنظام اندرويد "إن1" الذي بدأ بيعه في يناير/كانون الثاني في الصين وكشفت قبل أيام عن "كاميرا تحاكي الواقع" مبشرة "بميلاد جديد لنوكيا". ولا تكشف نوكيا عن كثير من استعداداتها، لكن هناك تسريبات عن وجود بعض الموظفين في وحدة التكنولوجيا التي تضم 600 فرد يعملون على تصميم منتجات جديدة للمستهلكين من بينها هواتف وكذلك كاميرات تصوير فيديو رقمية ومنتجات صحية. لكن عودة نوكيا لمكانتها السابقة بمجال الهواتف لن تكون سهلة في ظل التغيرات المتلاحقة والمنافسة الشديدة اذ تهيمن أبل وساسمونغ على اغلب عائدات الصناعة. ويبقى أحد الأوراق الرابحة في يد نوكيا هي امتلاكها حقوق أحد أكبر براءات اختراع الملكية الفكرية لصناعة الهواتف المحمولة من بينها براءة اختراع احتفظت بها بعد بيع وحدة الهواتف. وهي لا تريد اهدار مثل هذه الموارد التي دفعت فيها عشرات الملايين من اليورو في استثمارات على مدى العقدين الماضيين. كما ستحصل على دفعة بمجال الابداع عند اتمام صفقة استحواذ بقيمة 15.6 مليار يورو (17 مليار دولار) على الكاتيل-لانسيت التي اعلن عنها في ابريل/نيسان المتعلقة ببيل لابس وهو مركز أبحاث أميركي فاز بثماني جوائز نوبل. وتقول نوكيا إنها لن تكرر أخطاء الماضي بعدم الالتفات لتغيرات التكنولوجيا وإثقال كاهلها بالتكاليف الكبيرة والتفاعل البطيء مع تغيرات أذواق المستهلكين. وفي إطار تجنب هذه المخاطر تسعى لاقامة شراكات لاتفاقات "ترخيص-العلامة التجارية" في الدول التي ستصمم بها هواتف نوكيا الجديدة. ويتناقض هذا تماما مع سياسة الشركة السابقة في أيام مجدها حين كانت تصنع عدد هواتف محمولة أكبر من أي شركة أخرى بالعالم وتوظف عشرات الالاف من العاملين.