تستأنف جامعة القديس يوسف (اليسوعية) -فرع هوفلان في الأشرفية اليوم الدروس بعدما علّقتها على مدى يومين متتاليين، وسط تدابير أمنية مشددة وانتشار للجيش اللبناني بمحاذاة الشارع المؤدي إلى حرم الجامعة وفي الموقف المقابل لها بعد إشكال سياسي – حزبي أول من أمس بين الطلاب من فريقي 8 و14 آذار. وأزيلت الشعارات التي كانت الشرارة التي أطلقت الاشكال، بعد احتقان تلا الانتخابات الطالبية، وهي تحيي حبيب الشرتوني المتهم باغتيال الرئيس بشير الجميل، مع الإبقاء على رسوم القلب لأنّها ترمز إلى «المحبة والسلام» بحسب أحد الموظّفين في الجامعة. وخلت الجامعة أمس من طلابها واقتصر الحضور على الاداريين وعناصر الأمن والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين انتشروا حول الكلية والطريق المؤدية إليها. ويشكل الإشكال الذي اقتصر على اشتباك لفظي واستنفار بين طلاب من أنصار «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» الذين التزموا طلب إدارة الجامعة البقاء في حرمها في انتظار معالجة الوضع، وعناصر من «حزب الله» في الخارج، هاجساً لبعض طلاب الجامعة من احتمال تطوّره إلى ما لا تحمد عقباه. تخاف جويس طالبة إدارة الأعمال متابعة دراستها الأسبوع الجاري وتقول: «هذه ليست المرة الأولى التي يمارسون فيها الحصار علينا. حصل تلاسن مراراً بين الطرفين». وتؤكد أن «فصل الاشكال الأخير عن نتائج الانتخابات في هوفلان غير ممكن. فيوم إعلان فوز قوى 14 آذار في الانتخابات الخميس الماضي تجمّع عناصر حزب الله حاملين أعلام الحزب والتزمنا طلب إدارة الجامعة البقاء في حرمها خوفاً من الاشتباك بالأيدي وتكسير زجاج إضافة إلى حملات على فايسبوك طاولت حزبي القوات والكتائب». وتضيف: «لكن التوتر بلغ حده الأقصى أول من أمس بعدما كتبوا اسم حبيب الشرتوني مع إشارة القلب تحت الإسم». ويسأل طالب آخر: «من سيقوم بهذا العمل إذا لم نكن نحن؟ تجمع 200 عنصر بعد ساعتين من حضورنا كأنهم ينتظرون معرفتنا بعملهم». وفيما يتم تقاذف الاتهامات التي تبيّن مدى التوتر الذي لا يزال قائماً بين الطرفين ويعكس حال الانقسام، يقول محمد: «فليتوتّروا قليلاً، ولكن لسنا المسؤولين عن الشعارات. هم رفعوا علم الصدم على باب الجامعة والادارة لم تتصرّف، ومراراً منعونا من الدخول إلى حرم الجامعة». ويضيف: «يقولون إننا نهين ديانتهم بلعب كرة القدم بتمثال يمثّل رمزاً دينياً. لا نقبل بهذه الاتهامات بتاتاً ونحترم كل الديانات. إنهم يحرضون علينا بكل بساطة». ويحمّل خليل (14 آذار) مسؤولية «الاستفزاز المتكرر الى الطرف الآخر وعدم وضع حد له لادارة الجامعة». ويسأل: «هل المطلوب إشكال دموي يهزّ {البلد؟». ويقول: «وقفنا على دمنا داخل الجامعة والجيش تفاوض معهم لمدة ساعتين لينسحبوا». ويضيف: «فليفهموا هذه جامعة القديس يوسف إذا أرادوا التعلّم فيها عليهم احترام تاريخها وقوانينها وإلا فلا يتعلموا فيها». ويشدد على أن «الإشكال مرّ على خير أمس (أول من أمس) والمرة المقبلة لا نضمن أن تمر الأمور على خير». في المقابل، يقول كريم: «نحن شيعة لا نخجل بطائفتنا ونعرف أن الجامعة مسيحية، كطلاب لسنا بصدد احتلال الجامعة أو ممارسة ولاية الفقيه كما يتّهموننا. إنهم يحرضون المسيحيين علينا». ويشير إلى «تحريض يومي يحصل في الجامعة. يقولون لنا نحن جامعة الشيخ بشير ممنوع أن تتعلموا فيها وإذا دخلتهم «فبمونتنا» والجامعة ليست لكم». ويجدد التأكيد أن «إدارة الجامعة لم تتصرّف لدحض هذه الاستفزازات المتواصلة». وظهراً، عقد اجتماع ضم رئيس الجامعة اليسوعية الأب سليم دكاش ومديري الكليات بحثوا فيه نتائج الاتصالات التي قام بها رئيس الجامعة لتهدئة الأوضاع والخطوات الواجب اتخاذها لمنع تكرار حوادث مماثلة. وأكّد أحد موظّفي الجامعة أن «الادارة تواصل التحقيق في الحادث وتقوم بإعادة تشغيل كاميرات المراقبة من أجل معرفة من كتب الشعارات».