العشرون من فبراير الجاري يشهد المحادثات بين المعارضة والنظام السوري بشأن وقف إطلاق النار بينهما لعودة السلام الى الربوع السورية، وهي عودة محمودة تتوق اليها كافة دول العالم المحبة للسلم والأمن، فالأزمة السورية أدت الى اضطرابات عارمة في المنطقة، وأدت الى عدم استقرارها، وقد أدت الأزمة الى ما أدت اليه من قتل وتشريد وتهجير، وقد آن الأوان لإيقاف الحرب وتسوية كافة المسائل العالقة بين الطرفين. الآمال معقودة على نجاح تلك المفاوضات لحسم الصراع الدائر بين الأطراف في حرب ضروس أدت الى تدخلات أجنبية في الشأن السوري أججت الحرب وأدت الى تصاعدها وتعقيدها، وهو تدخل لا شك أنه أطال أمد الحرب، وبدد كل المشروعات المطروحة للتوصل الى حلول سلمية لاعادة الأمن والاستقرار الى سوريا، ومن ثم الى ابعاد دول المنطقة عن أي اضطراب. كما أن تلك الحرب مهدت الطرق لتدخل التنظيمات الارهابية لتأزيم الموقف المتأزم في الأصل، وهو تدخل مرفوض من كافة دول العالم، وقد أدى هذا التدخل الى ادخال الأزمة السورية داخل نفق مظلم لا توجد في مؤخرته علامات لبصيص نور، قد يؤدي الى سلام حقيقي بين المعارضة والنظام السوري، وقد حذرت كافة دول العالم من مغبة هذا التدخل في الحرب الدائرة. الأمتان العربية والاسلامية وكافة دول العالم تتوق الى التوصل الى حل نهائي ينهي الصراع الدائر في القطر السوري وينهي في الوقت ذاته تأجيج المنطقة، والتوصل الى حل عادل وشامل بين الطرفين هو الطريق الأمثل لانهاء الصراع الدائر في سوريا، وشعوب العالم كلها تنظر الى المحادثات المقبلة بين الطرفين المتصارعين بروح من التفاؤل للوصول الى تسوية نهائية. المهم في الأمر هو صدق النوايا من جانب النظام السوري والعمل على عدم عرقلة المباحثات المقبلة، فقد تمرس هذا النظام في كل المحادثات السابقة على التملص من كل الالتزامات التي تدفع للوصول الى تسوية، ويخشى المراقبون أن يمارس النظام تلك الأدوار التي سوف تعيق إن حدثت تلك المحادثات التي تجري باشراف دولي لتسوية النزاع وإنهاء الحرب بطرق سلمية. هل تنجح المحادثات القادمة في إنهاء الحرب في سوريا وعودة الاستقرار الى ربوعها؟ هو سؤال يمكن أن يترجم من قبل النظام السوري إن أبدى المرونة المأمولة في تلك المحادثات للوصول الى التسوية المطلوبة، ومن ثم الى عودة السلام والاستقرار للربوع السورية.