تشكل القصباء إحدى أبرز الوجهات السياحية والترفيهية العائلية في الشارقة ومراكز النشاط الثقافي في الدولة، إذ نجحت في ترجمة فكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في نشر الثقافة وبناء مجتمع محصن معرفياً، ويحمل مستويات عالية من النضج الحضاري. ووفرت القصباء بيئة تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية للمجتمع بدءاً من الأطفال والناشئة، وصولاً إلى الشباب والسيدات وكبار السن، حيث تشكل أنشطة وفعاليات مؤسسات ومراكز، مثل مجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومشروع ثقافة بلا حدود واتحاد كتاب وأدباء الإمارات ومجموعة كلمات، إضافة إلى جمعية الناشرين الإماراتيين، ومراكز إنتاج الفعل الإبداعي، والمعرفي والثقافي في الإمارة، ومقاهي القراءة، حالة إبداعية خاصة بهوية إماراتية. وعززت القصباء دورها الثقافي باعتبارها أحد أهم مراكز الإبداع الثقافي والإبداعي عبر سلسلة من المهرجانات والأحداث التي تعج بها أجندتها السنوية. قال سلطان شطاف، مدير القصباء: إنه ليس غريباً أن تتحول القصباء إلى وجهة للحراك الثقافي في الشارقة، فما توفره من تسهيلات وخدمات وما تحاول جمعه داخل أروقتها يمثل البيئة المناسبة لمختلف الأنشطة الثقافية والمعرفية، مشيراً إلى أن الهوية الاجتماعية للمكان تعد فضاء للمثقفين والقراء في الوقت الذي توفر فيه بيئة مناسبة لشرائح المجتمع كلها حيث تنشط مقاهي القراء والأماكن الهادئة. في السياق ذاته أكدت مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين أن المجلس يسعى إلى دعم وتعزيز كل ما من شأنه أن يرفع مستويات القراءة ومعدلات الوعي بأهميتها عند الأطفال واليافعين، وتوفر القصباء مكاناً مثالياً لذلك. وقال راشد الكوس، مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود: إن المشروع يعمل انطلاقاً من القصباء على ترسيخ اسم إمارة الشارقة عاصمة للثقافة في الإمارات من خلال توزيع المكتبات المنزلية وتوفير الكتب في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والمستشفيات لتعزيز أهمية القراءة، ودورها في عملية النمو الفكري والتطور المعرفي، لدى جميع أفراد المجتمع. واحتضنت القصباء مقهى ثقافياً للقراء ليكون فضاء أمام الباحثين عن الهدوء والاسترخاء والقراءة من خلال طرح فكر جديد للاستمتاع بالقراءة والمطالعة والمساهمة في إحداث تغيير حقيقي في حياة المجتمع من خلال تعزيز اهتمام أفراده بالكتاب في أجواء ممتعة، يمكن أن يجتمعوا فيها مع أفراد أسرهم أو يلتقوا أصدقاءهم وزملاءهم. وقال تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات: إن الدور الذي تتولاه كلمات يتكامل مع غيره من الجهود التي يعمل عليها مشروع الشارقة الثقافي ويشكل اختيار القصباء منطلقاً للمجموعة، خياراً يغني التجربة ويزيد من فاعليتها حيث تجمع مؤسسات ثقافية ذات أهداف واحدة ومتقاربة، فالأثر الذي تحققه يتشكل بتنوع زوار المكان وشرائحهم ومستوياتهم المعرفية. وفي الإطار ذاته قالت الدكتورة مريم الشناصي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، إنه لا يمكن لأية مؤسسة أن تحقق أثرها من دون الشراكة والتفاعل مع غيرها من المؤسسات أو الوسط الاجتماعي الذي تتواجد فيه أو الجمهور الذي تتوجه له، وهذا ما يبدو مثالياً للجمعية إذ اتخذت من القصباء مقراً لها. وقال حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إن القصباء توفر بيئة ثقافية حية وفاعلة تتيح للاتحاد الوصول السريع للمهتمين بالنشاط الثقافي بشكل سلس. ويبرز كتاب كافيه باعتباره إحدى أبرز الوجهات في القصباء، وقال صاحبه جمال الشحي إنه يوفر مكاناً عاماً يسهل الوصول إليه لجميع أفراد المجتمع للاستمتاع بالقراءة وإقامة الفعاليات الثقافية في أجواء جميلة بجانب إتاحة المجال أمام القراء لاقتناء إصدارات دار كتاب ودور النشر المحلية والعربية الأخرى كخدمة لأصدقاء الكتاب ومحبي القراءة في الإمارة الباسمة. إلى جانب ذلك تحتضن القصباء في كل عام جزءاً مهماً من فعاليات وفقرات مهرجان الشارقة للموسيقى للعالمية ومهرجان الشارقة للمأكولات، وتستضيف فعاليات تسهم في تعزيز التبادل الثقافي وتسليط الضوء على عادات وتقاليد شعوب العالم، وليس غريباً في ظل وجود مختلف هذه المؤسسات والمبادرات والفعاليات الثقافية أن تتحول القصباء إلى مركز ثقافي محوري في الشارقة، وتحقق جذباً واضحاً للمشتغلين في صناعة الكتاب والعاملين في الشأن الثقافي والساعين وراء المعرفة. (وام)