نحب السعودية لأنها رفعت راية السلام في أصقاع الدنيا، ولأنها ترحب بأفكار عقد المؤتمرات التي تعقد لمصلحة المسلمين في العالم وسائل التواصل الاجتماعي تنقل الغَّث والسمين على حد تعبير بعض الأصدقاء، ورغم أن الشبكة العنكبوتية أحياناً تمطرُنا بسيل من الغثاء الذي لا طائل منه إلا أنها أحيانا تحمل الخير عند بعض مستخدمي النت أو شبكات التواصل الاجتماعي، وقد قرأت في مقال جميل نشر قبل أيام "لماذا نحب السعودية"، وعذراً سأنقل منه جزئية قصيرة تستحق الذكر "السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يحُكّمُ شرع الله، ودستورها القرآن، بلد وقف في وجه المد الصفوي وساهم في قطع أذرع الأخطبوط الإيراني عندما استغل شرذمة الحوثي في اليمن أو حاول الاعتداء على أهلنا في البحرين..". ولي عدة وقفات مع صدق ما ذهب إليه الناقل، فأقول: يكفي المملكة فخراً أن رمزيتها وجود الكعبة الطاهرة، وفيها نزل الوحي على الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإليه تُشدُّ الرحال من أقاصي الدنيا، حيث مكة والمدينة المنورة، ثم تأتي حيثيات أخرى لتجعل من المملكة بلداً محبوباً لدى الجميع، وآخر شاهد على ذلك تلك الهَّبة التي وقفت بها السعودية مع الأشقاء في سورية المكلومة التي عانت من حرب طويلة، شردت الملايين من أبنائها إلى البلدان المجاورة حتى رأينا المملكة تقيم حملات إغاثية مستمرة منذ أن قام النظام السوري بإيذاء أبنائه وطردهم وتهجيرهم إلى خارج الوطن السوري، فكانت المملكة إحدى هذه البلدان التي فتحت أذرعها لتستقبل الأشقاء السوريين، وتفتح المدارس أمام أبنائهم، وتعالج مرضاهم، وسمحت لهم بمزاولة التجارة، والعيش على أرضها دون قيود. كل هذا من منطلق "المسلم أخو المسلم"، ومن باب "المؤمن للمؤمن كالبينان يشد بعضه بعضا"، وهذا كله ما تحرص عليه المملكة قيادةً وشعباً، فالشعب السوري لا ذنب له، إذ هو ضحية نظام دموي دمرته الآلة الروسية والإيرانية لأغراض سياسية في المنطقة، والغطاء الإيراني لبعض التنظيمات الإرهابية التي دعمتها إيران كما فعلت في العراق واليمن ولبنان بحجة تكوين هلال شيعي من عواصم عربية، ولكن الله سبحانه أفشل مخططهم، ولله الحمد. ونحن بلا شك نحب السعودية أيضاً لأنها رفعت راية السلام في أصقاع الدنيا، ونحب السعودية لأنها ترحب بأفكار عقد المؤتمرات التي تعقد لمصلحة المسلمين في العالم، بل تحرص على حضورها، وفي مقدمتها دعمها للقضية الفلسطينية، القضية الأم لعالمنا الإسلامي، فما أقيم ملتقى علمي أو عقد لقاء إلا والسعودية ترفع يد المباركة والدعم لكل شأن يعود بالنفع على الأمتين العربية والإسلامية، وما تصريح سمو ولي ولي العهد خلال أيام مضت إلا تأكيدا على هذا النهج والترحيب بإخواننا المسلمين والأصدقاء في عالم السلام والمحبة والتعايش. لقد ذكر سموه أن المملكة أصبحت خلال عامين ملتقى القادة والزعماء أمام العالم، لمناقشة قضاياهم والتحاور مع القيادة السعودية فيما يهدف إلى زرع الوئام والاستقرار في عالم اليوم الذي سادت فيه شريعة الغاب، إلا أن هذه البلاد تقف بكل شموخ وثقة لتعلن للعالم من قريب أو بعيد -وخصوصاً للملالي في طهران- أن بلد الحرمين عصيّة بإذن الله أمام كل من أراد بها سوءا، تحميها راية التوحيد، ويدافع عنها كل مسلم بدعوة صادقة وقوة ضاربة، حباً للسعودية، بلاد التوحيد وقبلة المسلمين. إن هذا التدليل وهذه المواقف غيض من فيض لقيادة هذا الوطن الشجاعة، ولا نحتاج مع ذلك إلى أي دليل آخر، بل هي الحقيقة الماثلة لكل منصف يَنْشدُ الحقّ، و"الحق أحقُّ أنْ يُتبّع". حمى الله هذا الوطن من كيد الأعداء وحقد المارقين، وثبتنا على الحق.