نواصل حديثنا عن إخوان مصر.. عفوًا خونة مصر، وكيف حاول هؤلاء الخونة تدمير الاقتصاد المصري والعربي لصالح الكيان الصهيوني، والمخطط الأمريكي للقضاء على المنطقة العربية. فإذا كان هناك عوامل يرتكز عليها اقتصاد أي دولة، فإن من عماد تلك العوامل البنية التحتية، وأبرز تلك الركائز هي الأرض التي هي أساس أي مشروع استثماري أو اقتصادي، فماذا فعل خونة مصر بأرضها؟ وماذا كانوا يُخطِّطون لتفكيكها والقضاء على وحدتها؟! فخونة مصر لا يؤمنون بموضوع الوطن والمواطنة، ويزعمون أن الإسلام ضد الأوطان والمواطنة؛ بالرغم من أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلى يثرب قال مخاطبًا مكة المكرمة: "وإني لأعلم أنكِ أحبٌّ أرض الله إلى الله، وأكرمها على الله، ولولا أن أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجت".. هكذا الحنين والحب إلى الوطن أصل الإنسان، وهنا يجب أن أشير لموقف إنساني شاهدته عندما كنت أتابع عملية الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، فقد ظهر شيخ كهل في طابور الاستفتاء، وتحدثت معه المذيعة وسألته عن الاستفتاء، فقال لها في نبرة حازمة: "أنا جئت لأقول نعم للدستور؛ لأن الذي ليس له وطن ليس له دين".. وتذكرت ساعاتها كلمة لشيخ آخر بلغ من العمر أرذله وهو المرشد العام السابق للجماعة الإرهابية "مهدي عاكف" عندما قال عن رؤيته لمستقبل مصر: "أنه لا يهمه مصر وشعبها وإنما الجماعة هي الأهم لديه"، وقارنت بين الموقفين فهالني الموقف وتعجبت من حب الوطن وخيانته. ولنرجع لموضوعنا المخطط الجهنمي لتفتيت مصر لأجزاء غير مترابطة كل جزء ينعم بالحكم الذاتي، بالإضافة إلى توزيع أجزاء من أرض مصر على الحبايب والمحاسيب، فسيناء التي ارتوت بدم شباب ورجال مصر عبر العصور وآخرها حرب أكتوبر المجيدة كان مخططًا أن تكون وطنًا ثانيًا للإخوة في غزة، وقد يقول قائل ولِمَ لا؟ ولكن دعوني أسأل سؤالاً لمن يقول ذلك: لماذا يكون حل مشكلة غزة على حساب مصر وليس على حساب الكيان الصهيوني الذي احتل أرض غزة؟!! فمن المعروف أن غزة تحتل المرتبة الخامسة عشرة على مستوى العالم من حيث الكثافة السكانية، والوضع هناك ينذر بعواقب وخيمة إذا لم تحل هذه المشكلة. والمشكلة لا تخص غزة فحسب، ولكن تقلق الكيان الصهيوني الذي يحاول تصدير المشكلة إلى مصر بكل الطرق، وهنا تبرع خونة مصر ليحلوا للكيان الصهيوني المشكلة التي تؤرقه بمنح قطاع غزة الشريط الحدودي داخل الأراضي المصرية، ولتقم دولة جديدة بعنوان: "إمارة غزة الإسلامية الكبرى"، وذلك مقابل منح الجماعة المحظورة حفنة من مليارات الدولارات الحرام لتمويل أنشطتها الإرهابية. وإذا انتقلنا إلى جانب آخر، فإننا شاهدنا ما فعله الرئيس المعزول محمد مرسي من إعلانه أن حلايب وشلاتين سودانية، متناسيًا أنها أرض مصرية منذ القدم، وهذا ما يقوله التاريخ، وكذلك القانون الدولي، لكن مرسي لا يهمه -كما أشرنا سابقًا- الوطن الأم، وأنه كان على استعداد أن يتنازل عن أجزاء شتّى من أراضي مصر لتنفيذ المخطط الجهنمي لتفكيك الوطن العربي لدويلات صغيرة عديمة الفائدة. أمّا عن إقليم قناة السويس فقد خطط خونة مصر لفصل هذا الإقليم عن الوطن الأم بزعم أنهم يريدون أن يقوموا باستثماره مع شركات عالمية، وبعد ظهور التسريبات الإعلامية اكتشفنا أن هذه الشركات عبارة عن شركات متعددة الجنسيات يدخل فيها شركاء من خونة مصر بالنسبة الكبيرة لتكون موردًا أساسًا من موارد الجماعة وليس موردًا من موارد مصر الوطن، وبذلك تفقد مصر أحد مواردها الأساسية، ولتحيا الجماعة ولتسقط مصر. هكذا باع الإخوان الوطن الذين لا يعترفون به أساساً، وبعد استعراضنا لكل هذه المعطيات فإن ذلك سيؤدي إلى نتيجة واحدة نستخلصها، وهي أن هؤلاء الشرذمة من البشر هم بالفعل خونة مصر وليسوا إخوان مصر.