للأطفال شخصيات وأمزجة مختلفة، تختلف عن بعضهم البعض، ويظهر ذلك منذ الولادة، فهناك الطفل الهادئ، وهناك الطفل «الزنان»، بعض الأطفال يهابون المواقف الجديدة، والبعض لا يمانعون أن تسلط عليهم الأضواء، كل طفل يختلف عن الآخر، وإذا كنت تعتقدين أن طفلك صعب المراس، فكري في أنه مميز وصفاته تلك هي الأنسب لشخصيته. دائما ما نفكر في الطفل المنغلق الذي لا يملك المهارات الاجتماعية، فهو لا يريد أن يلعب مع الأطفال الآخرين ويفضل المشاهدة عن الاشتراك في اللعب، ويهاب المواقف الجديدة، كل ذلك قد يكون صحيحا، لكن تذكري أن ذلك الطفل المنغلق ينمي قدرات الاعتماد على النفس والاستقلال، فهو ليس متسرعا، ويأخذ ما يلزمه من الوقت ليقرر ماذا يفعل، تلك خصال جيدة قد يفتقرها الأطفال الآخرون، ليس هناك مزاجا جيدا وآخر سيئا، فكل طفل مميز وتختلف متطلباته واحتياجاته من البالغين حوله. المهارات الاجتماعية مهمة جدا في حياتنا، لكن الأهم هو راحة طفلك وثقته بنفسه، فإذا كان طفلك منغلقا، فهناك عدة أساليب لتساعديه لتسهيل المواقف الصعبة التي قد يمر بها. - عرفي طفلك ماذا سيحدث قبل المواقف الجديدة، إذا كان هناك أحد سيأتي لزيارتكم، تكلمي مع طفلك قبلها عما سيحدث، وماذا تتوقعين منه أن يفعل، وماذا يتوقع منك أن يحدث. - اشركيه في التجمعات الصغيرة وتجمعات الأطفال للعب، المجموعات الكبيرة قد تربكه، لذا اتجهي للمجموعات الصغيرة من الأصدقاء المعروفين ليندمج معهم. - القراءة والمحاكاة طرق فعالة لتري طفلك كيف يتعامل مع الآخرين، فقد لا يعرف طفلك كيف يقترب من الأطفال الآخرين في لعبة ما، أو في موقف غير مألوف، الكتب وتأمل التجارب الحياتية يساعدان طفلك على معرفة ماذا يفعل مع الآخرين. - ابحثي عن الأطفال الذين لديهم نفس اهتمامات طفلك، فلا تجبري طفلك على اللعب مع أطفال نشطاء منفتحين، ولا يقتصر لعبه مع الأطفال المنغلقين مثله فقط، فالموازنة هنا في نوعية الأنشطة نفسها التي يحبها، فسيستمتع بها وتساعده على اكتساب مهارات جديدة.- احترمي رغبات طفلك واهتماماته، لا تهملي وتلغي اهتماماته.. فإذا كان يريد أن يقرأ كتابا أو يلعب الأحجية «البازل» بمفرده بدلا الخروج.. فلا مانع، اعرفي مشاعره واعطيه ما يكفيه من وقت ليشعر بالراحة في أي موقف جديد. متى تلجئين للمساعدة؟ كون أنه من الطبيعي أن يكون طفلك منغلقا أو ليس سهل الاندماج مع المواقف الجديدة، فمن المهم أن يصل طفلك لمرحلة تطور معينه حسب مرحلته العمرية. الجئي لمتخصص إذا وجدت الآتي: - عند أربعة شهور، لا يبتسم لك طفلك عندما تبتسمين له. - عند التسعة أشهر، لا يتفاعل طفلك معك في ترديد الأصوات التي يصدرها، أو التي تصدرينها أنت أو لا يتفاعل مع تعابير وجهك وابتساماتك. - عند إتمام السنة، تجدينه لم يبدأ في نطق بعض الأصوات أو لا يشير أو لا يسعى لالتقاط شيء ما. - عند السنة والنصف، لا يميز «بالنظر أو الإشارة» أسماء أشخاص مقربين أو مناطق في الجسم. - ليس هناك تواصل بالأعين جيد معك أو مع الآخرين أو لا يبدي سعادة في اللعب.;