×
محافظة المنطقة الشرقية

“إشراف اجتماعي الشرقية النسائي” يعقد لقاءه الدوري العاشر‎ في الدمام

صورة الخبر

الإثنين 10/3/2014: مبدعون مقاتلون ليس من مبدعين سوريين أو أجانب يقاتلون مع الثورة على الرغم من تعاطف الكثيرين منهم. ولا يصح بالتالي تشبيه الثورة السورية بالجمهورية الإسبانية التي اندرج في صفوفها مبدعون يقاتلون الجماعات الفاشية لفرنكو والجنرالات الآخرين بين عامي 1936 و1939، في الحرب الأهلية التي استقطبت إرنست همنغواي وجورج أورويل وجون دون باسوس وستيفن سبندر وو. هـ. أودن وآخرين، مقاتلين ضد الفاشية الإسبانية. الثورة السورية أظهرت أحلامها بالحرية في التظاهرات السلمية ومع بدايات الجيش الحر، وتفاعل معها معظم الأدباء والفنانين السوريين والعرب وعدد من الأجانب، لكن الأحلام أجهضت تحت وطأة المسلحين الإسلاميين الذين يحتقرون الأدب والفن، إن لم يحرموهما. نفى صديقي وجود مبدعين محاربين في سورية، لأن المندرج في الحرب إما يائس ينتحر أو مقاتل محترف، ولا محل للمبدع، فكل جبهة تدافع عن وجودها أكثر مما تدافع عن أحلام الشعب وتصورات مستقبله. الجبهتان بلا حلم، فلا يستطيع المتطرفون والنظام استقطاب مبدعين حقيقيين. ويبقى للمبدع السوري مجرد الانحياز الى شعبه مثلما يفعل خالد خليفة وسمر يزبك وطلال ديركي وباسل شحادة (قتل وهو يصور فيلماً في حمص) وغيرهم. بعض هؤلاء مقيم والبعض الآخر يتسلل إلى مناطق المعارضة ليكتب أو يصور أو يرسم، لكن التسلل توقف أو يكاد، بعدما انتقلت السيطرة إلى متطرفين إسلاميين لا يطيقون الأدب والفن، وربما يقتلون المبدعين إذا صادفوهم «يوسوسون» للناس بالحرية والديموقراطية. أما الأجانب المقاتلون في سورية، فمتطرفون عرب وأوروبيون وآسيويون وأميركيون، لا يشبهون أبداً غسان كنفاني ولا إرنست همنغواي، وبالتأكيد لا يشبهون شعوبهم ولا الشعب السوري. ... مع ذلك يكتب المبدعون السوريون ويعزفون ويصورون ويرسمون ويمثلون، تلبية لأنفسهم وللإنسان في سورية وسائر العالم... إنها إبداعات الوعد بالأفضل.   > الثلثاء 11/3/2014: البناية الصفراء لا مكان أليفاً بلا معالم الطفولة، زوايا العشب والأبنية القديمة. وما من اسم تستحقه بيروت التي تمحو نفسها وتستورد بديلها من فضاء آخر، لا يجد البحر فيها مكاناً لموجه ويفتقد السمك الصغير أحواضه الصخرية ليموت على كتلة أسمنت نافرة. صاحب البناية الصفراء في شارع فينيقيا استثناء وحيد. لقد رفض هدمها لتشييد برج في سياق تحويل بيروت الى دبي متوسطية، هكذا، بعدما سئمت نيويورك أبراجها ورفضت لندن نزعة المباني «الفضائية». يجدد الرجل بنايته، مثلما كانت في ثلاثينات القرن الماضي، على رغم عدم إدراجها في لائحة الأبنية التراثية. يتصرف بمسؤولية ثقافية لا مثيل لها في العمارة التجارة والسياسة التجارة. المحظوظون سكان البناية الصفراء يشكون من بطء تجديدها، لكن الفرح يأتيهم نقطة نقطة كما في فم جففه العطش، وقد اكتشفوا أن الجنرال سبيرز كان مكتبه في البناية وأن على أدراجها آثار أقدام سياسيين لبنانيين استعانوا بإنكلترا على فرنسا فيشي التي يديرها الاحتلال النازي وعلى فرنسا الحرة التي يقودها شارل ديغول، لينالوا استقلال بلدهم في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1946، أي في ذروة الحرب العالمية الثانية. وعلى الأدراج نفسها أيضاً آثار أقدام جواسيس ونساء طامحات ونساء عاشقات. واكتشف السكان أو تذكروا يوسف الخال يدير مجلة «شعر» في الطابق الأول من البناية، حيث يعقد اجتماع الشعراء في ليالي الخميس، وفي الطابق نفسه «غاليري وان» حيث تعرض لوحات لأصدقاء يوسف الفنانين اللبنانيين والعرب والأجانب. البناية تتجدد شكلاً وذاكرة، كونها من معالم بيروت عاصمة المشرق العربي. وفي تجددها لا تنسى ذاكرة الرماد حين كانت متراساً في الحرب الأهلية، وحين اختطف واحد من سكانها، طبيب الأطفال اليهودي اللبناني، ولم تنفع في إنقاذه جهود المخرجة هيني سرور شقيقة زوجته، هي الباقية في لندن تعرّف نفسها بأنها مخرجة أفلام وثائقية لبنانية (أبرزها «ليلى والذئاب»)، ومناصرة لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. لا مكان أليفاً بلا معالم الطفولة. قلت وأعتذر، ففي هذا المحو العظيم أجد مكاناً لي في بناية بيروت الصفراء وذاكرة.   > الأربعاء 12/3/2014: حب وصمت ما عدا الهجمة على التراث الشعبي باسم محاربة التجليات الشعبية للدين واقتلاعه من صدور الناس. ما عدا انتظار الأسوأ مع وفود اللاجئين إلى بلاد غير آمنة يتركها أهلها لاجئين إلى بلاد بعيدة. ما عدا مشهد السياسيين يختلفون على كلمة، على حرف، في بيان وزاري غير ذي قيمة أصلاً، لأن الحكومة تُصنع خارج الحدود، أي خارج ما كان حدوداً ويُخترق يومياً. ما عدا مستوطنات الأمل لمبدعين يبتعدون عن الناس ويبتعد الناس عنهم، مستوطنات تحاول وصل الخيط بين زهو الماضي وأمل المستقبل فوق حاضر لا يشرّف أحداً. ما عدا ذلك ثمة قليل لأحكيه أيها الصديق الهانئ في ريو دي جانيرو. لن أسأل كيف قضيت أيام الكرنفال وهل أسعدتك السامبا وراقصاتها أم أن الأمر دخل في روتين التعود. لن أسأل، إنما أؤكد بقائي في بيروت المترافق مع عجز عن الكتابة ناتج عن يأس من اللغة، فثمة إحساس بأن أدبيات النهضة اللبنانية والعربية، فكراً وأدباً ومؤسسات اجتماعية، يُجرى هدمها تحت شعارات متعددة. ما عدا ذلك، الحب الباقي والمرأة الصامتة، تحبها صامتة حتى إذا تكلمت يسقط جمالها في شوك الكلام ورصاص المعنى. ما عدا ذلك الحب والصمت.   > الخميس 13/3/2014: «قالت الفراشة» «قالت الفراشة « لهالا محمد قصيدة طويلة للشاعرة السورية المقيمة حالياً في باريس، لكن فراشتها في الوطن واقعاً وذاكرة، وهي غناء وحنين وانحناء على ضعف البشر وكسور أحلامهم. وهي أيضاً أمل دائم بوطن يستحقه أهله. (صدرت القصيدة في كتاب عن «الكوكب - رياض الريس للنشر» في بيروت). قصيدة طويلة هي فراشة الثورة على طريقتها، باعتبار الثورة حناناً قبل أي شيء آخر. ومن قول الفراشة: «إذا ضاقت بكَ الدنيا فلا تعُد النجوم تذكر أبواب أصحابك، باباً... باباً، وتأمل. تأمل كم أحزنك غيابُ بابٍ، يوم تعبر المدينة من طرفٍ الى طرفٍ، تلامسُ معدنه، يشعر بلمستك، تشعر أنه يشعر، تنتظر أمامه بأمانٍ. يحميك». «الطمأنينة خذي منها ما شئت. لن تعثري على كنز! خُردة تفاصيل. ابتسامات. دموع. ثياب تكبر في فوتوغراف العائلة. مصاغ أمي ذهبٌ مُيبسٌ في الصورة. وشمٌ أزرق داكنٌ إكسسوار الذاكرة. خبزٌ ساخنٌ على صباح الطاولة. فراشاتٌ تؤرجحُ حبل الغسيل، تُجففُ ألوان الفساتين إبرة مضمومة بخيطٍ أسودٍ، تشبكُ نور الجنازة بصمت التراب». الثورة السورية