×
محافظة تبوك

المركز الوطني للزلازل : اهتزازات «حرة الشاقة» طبيعية

صورة الخبر

ما الرابط بين الإحصائيات التي تقول إن أغلب قضايا المحاكم هي بين الأهل وإن غالبية النساء والأطفال يتعرضون للعنف الأسري وبين الفساد المالي الذي يتسبب بإزهاق الأرواح بالسيول وبين سيادة الخطاب الديماغوجي «المهيج للعصابيات العدوانية تجاه الغير»، وبين الإرهاب والمجازر اليومية بالعالم الإسلامي، وبين شيوع قلة التهذيب بالتعاملات؟ الجواب هو؛ الافتقار للحساسية الواعية بالآخرين والتي هي أم الفضائل المنسية، وهناك فارق بين نوعين من الحساسية؛ فهناك حساسية تتولد عن غرور الأنا للشخص بما يجعله يغضب لأقل قول وفعل لا تعامله بدرجة الإجلال والأهمية التي يراها لنفسه وهذه رذيلة وليست بفضيلة، أما الحساسية التي تعتبر أم الفضائل فهي الحساسية الواعية بالآخرين أي التماهي مع حالهم والشعور بشعورهم ورؤية الأمور من وجهة نظرهم، وعندها لا يمكن للإنسان أن لا يراعي حساسياتهم ومشاعرهم واعتباراتهم ويحترمها لأن تألم الآخرين من انتهاكها سيؤلم الإنسان الحساس إن بدرت منه ولو بدون قصد، وقديما اعتبرت الحساسية المرهفة بالآخرين مقاما روحيا أخلاقيا كما ذكر ابن القيم في كتابه «مدارج السالكين» فهي من مقام «الفتـوة» ومن الأمثلة التي أوردها عليها؛ تزوج رجل بامرأة فلما دخلت عليه رأى بها آثار التشوه بالجدري فادعى أنه أصيب بالعمى المفاجئ «وبعد عشرين سنة ماتت ولم تعلم أنه بصير فقيل له في ذلك فقال: كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها». وفي قصة أخرى تأخر خادم في جلب الطعام لسيده وضيوفه فغضب منه فلما حضر أخيرا سأله عن تأخره فقال إن مائدة الطعام «كان عليها نمل فلم يكن من الأدب تقديم السفرة مع النمل ولم يكن من الفتوة إلقاء النمل وطردهم عن الزاد». وقيل من الجفوة «أي عدم الحساسية» أن يصلي الشخص في طريـق الناس. bushra.sbe@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة