يعتمد نجاح أي قطاع من القطاعات العامة أو الخاصة في أي مجال على عدة عوامل، وأهمها العقول التي تدير تلك القطاعات. والإنجاز على أعلى مستوى ممكن يسبقه التخطيط الدقيق والممنهج في ظل الإدارات المرنة التي تستشرف مستقبل القطاع ومتطلباته، وتعمل على خلق بيئة عمل جاذبة ومنتجة، كما تحرص على تجنب احتمالات الفشل في العمل أو التقليل منه. لو تخيّلنا انطلاق سيارتين في ذات الوقت إلى وجهتين مختلفتين، إحداهما كان طريقها ممهدًا، والأخرى كان طريقها محفوفًا بالعراقيل والمطبات والحفر، وكلا السائقين يملكان الهمّة ذاتها وإن اختلفت الوجهة والهدف. فالأول سيصل سريعًا بأقل جهد، بالإضافة إلى أن سيارته ستخدم زمنًا أطول، أمّا الآخر فهو على العكس تمامًا بل قد يجبره الوضع إلى البحث عن طرق أخرى حتى يصل بمركبته إلى وجهتها، وحينها تكون وعورة الطريق قد استنزفت جهده وجهد السيارة معه. الشاهد في ذلك.. أن بعض المسؤولين عن القطاعات الحكومية والخاصة يسعون إلى تطبيق الجودة الشاملة كلٌّ في ميدانه، وتناسوا أن الجودة الشاملة تتطلّب بيئة حافزة وداعمة ومتفهمه حتى يتحقق الإنجاز المطلوب. المشكلة عندنا تتمحور في ثلاث إدارات تسلك طرق المركزية أو التسلط أو التراخي، وهؤلاء يعدون من أبرز معوقات تطبيق الجودة الشاملة التي نطالب بها كل يوم. تلك الإدارات شكلت بقصد أو بغير قصد!! طريق تشتت المهام، وهذا بدوره أدّى إلى ضعفٍ في الإنجاز، وعامل ضغط على الموظف الذي وقفت في وجهه كل تلك العوامل مجتمعة.. ثم في النهاية يطالب بالجودة ويحاسب على التقصير!! كيف يطالب الموظف المبعثر جهده في هكذا إدارات بالجودة في العمل المنتج والدقة والتركيز والبيئة من حوله طاردة لأصحاب الهمم العالية، ومتجاهلة أبسط الحاجات الأساسية التي تقفز بالعمل إلى الإنجاز المتقن بأقل جهد ووقت ممكن رغم العوائق والعقبات؟؟. Ksa.watan@yahoo.com Ksa.watan@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain