×
محافظة المنطقة الشرقية

وزراء الصحة لـ «عكاظ»: طب الحشود سيفيد العالم

صورة الخبر

الإنسان وليد طبعه الماضي، فللوراثة أثرها فيه وهو جنين، وللتربية المنزلية أثرها وهو طفل، وللبيئة طابعها وهو شاب، وكذلك هناك أثر للكتب التي يطالعها، والأصحاب الذين يعقد معهم أواصر الصداقة، كل هذه العوامل وغيرها تتعاون على تشكيل الإنسان وتكوينه وصبه في قالب معين، وما من إنسان يستطيع تجاهل الماضي وأثره البعيد في تكوين شخصية الإنسان. كذلك لا يستطيع الإنسان أن يغفل التفكير في المستقبل، وليس يكفيه أن يفكر في الحياة الحاضرة وحدها، لقد حان الوقت لنفهم المستقبل، كيف ينظر الرجل إلى المستقبل، وما هي الأشياء التي يتطلع إليها؟ وما هي خططه وآماله. كل هذه الأمور جزء من نفس الإنسان، ولا مغالاة في القول بأن قيمة الحياة الإنسانية يمكن أن ترى من خلال الآمال المستقبلية التي تتخيلها، والأهداف والأغراض والمطامع التي تتطلع إليها. فالمبدأ الأول الذي يجب على المرء القيام به، هو أن يبحث لنفسه عن الشخصية أو الشخصيات العظيمة التي تلائمه، وأن يبذل جهده ليخلق بينها وبينه صلة وثيقة. والمبدأ الثاني الذي يجدر بالمرء أن يقوم به، هو الصلة بينه وبين العقول الكبيرة، ولست أعني بطبيعة الحال الدراسات العميقة، وإن كان لها مكان في حياة بعض الأشخاص، ولكني أعني كثرة الاطلاع وقراءة ما خلفته لنا هذه العقول الجبارة من آراء عظيمة في الكتب التي ألفوها. يقول سمايلز: (إن العظماء والنبلاء لم يموتوا، إنهم محنطون في كتبهم، ولكن أرواحهم تسير خارجها، فالكتاب صوت حي، وعقل لا يزال المرء يستمع إليه). إن مطالعة كتاب قيِّم وإيجاد صلة بينك وبينه معناه أنك تقابل مؤلفه عن طريق وكيله. والكتب القيِّمة لا حصر لها، ومن شأنها جميعاً أن تزيد من خصب العقل، وتلهب نار المطامع، وتضخِّم شخصية الإنسان. وكلما طالع الإنسان كتاباً من هذا النوع، اتسع أفق أهدافه، وازداد ارتفاع آماله. إن الكتب مصدر إلهام لا ينضب معينه. والمبدأ الثالث، هو أن تعمل من وقت لآخر، وأن نبرز حوافزنا الجميلة وأن نحيا الحياة التي نرجوها، والعمل هو طريق الفهم والتعلّم فنحن لا نتعلّم السباحة إلا حين ننزل إلى الماء ونسبح. وما أروعها من حكمة تلك التي كتبها (تشارلز كنغزلي) حين طلبت منه فتاة أن يكتب بيتاً من الشعر في (ألبومها) فقد كتب لها: (قومي بالأعمال النبيلة، ولا تقتصري على أن تحلمي بها طوال يومك). - المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية