بالرغم من أن تعليمه النظامي لم يتعد المرحلة الابتدائية ومصاعب الحياة التي جعلت منه أميا لا يقرأ ولا يكتب، إلا أن الطفل اليتيم رشاد م «11 ربيعا»، اكتشفت موهبته في الشعر مبكرا مما دفع دار إيواء الأطفال المتسولين التابعة لجمعية البر بجدة إلى تنميتها خلال مكوثه بالدار. أقران رشاد في الدار وجميع مشرفيها مؤمنون بمواهبه المتميزة ويجدون أنه نموذج رائع من خلال الترحيب بأي زائر أو ضيف للدار عبر فن الإنشاد والبديهة العالية التي يتميز بها في نظم أبيات الشعر باسم الزائر. يحكي رشاد قصته التي بدأت بوفاة والده ووالدته والحريق الذي أصاب أخاه الأكبر الأمر الذي جعله يتحمل مسؤولية شقيقاته الأربع، ليبدأ بعدها السعي للدخول إلى المملكة العربية السعودية حتى يستطيع سد احتياجات أخواته من خلال الأموال التي يحولها لهم بحسب قوله. ويواصل قصته، عند وصوله إلى جدة بدأ لفترة وجيزة العمل في التسول بعدها بدأ العمل في بيع العلك عند الإشارات، حيث ساهم ذلك في سد احتياجات أخواته بمتوسط دخل 70 ريالا يوميا. ويستطرد رشاد «بعد القبض علي من الجهات الأمنية وإيداعي دار الأطفال المتسولين بدأت رحلة التغير في حياتي، حيث تعرفت على أقراني وعشت معهم الطفولة واكتشفت ما أملكه من مواهب لاسيما في الإنشاد ونظم قصائد الشعر، فضلا عن حفظ سور وأجزاء من القرآن الكريم»، ويأمل رشاد العودة في أقرب فرصة إلى بلده ليعيش بجوار أخواته وخدمتهم، معربا عن حزنه لفراق أصدقائه بدار الإيواء الذي بات وشيكا. من جانبه أكد وليد بن أحمد باحمدان أمين عام جمعية البر بجدة حرص الجمعية على تطوير قدرات الأبناء بجميع دور الإيواء التابعة لها لاسيما دار إيواء الأطفال المتسولين، مشيرا إلى أن برامج وفعاليات الدار تنقل الأبناء إلى مرحلة جديدة في ظل الإشراف من الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين والنفسيين. وأبان أمين عام جمعية البر بجدة بأن الجمعية تقدم خدمات الرعاية الشاملة للأبناء فضلا عن إشراكهم في البرامج والأنشطة المتنوعة والتي تشمل حلقات تحفيظ القرآن الكريم والأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية والتدريبية، إلى جانب استضافة العلماء والدعاة وتعليم النزيلات من الفتيات على وجه الخصوص مهارات الخياطة والتطريز.