كشف رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأميركية الدكتور جون دوك أنتوني أن عدد الأميركيين الذين يعملون في دول الخليج أكثر ممن يعملون في ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وبالتالي من الخطأ القول بأن أميركا ستترك الخليج على حد قوله. وأضاف أنتوني خلال ندوة «العلاقات العربية - الأميركية» التي نظمتها وحدة الدراسات الأميركية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت أمس بإشراف رئيسة الوحدة الدكتورة ملك الرشيد، انه بالرغم من الأصوات التي تخرج بين الحين والآخر مدعية توجه الولايات المتحدة نحو الشرق والصين بالذات وتخليها عن أدوارها بالمنطقة غير صحيح، لأن العلاقات بين الطرفين تحكمها مصالح واتفاقيات أمنية واقتصادية من الصعب على الولايات المتحدة التخلي عنها. ولفت أنتوني إلى أنه في ظل هذا التوتر الإقليمي الحالي نجد أن اتفاقية الدفاع ما بين الكويت والولايات المتحدة لا تزال باقية، بالإضافة إلى مملكة البحرين وقطر والامارات. وبين أنتوني أن الولايات المتحدة ليست لديها اتفاقية دفاع مع السعودية، مؤكداً على ضرورة الانتباه وعدم الخلط في هذا الجانب، مشيراً إلى أن العلاقة ما بين السعودية وأميركا ممتدة الجذور منذ خمسينات القرن الماضي تقريباً، وتقوم على اتفاقيات عدة مختلفة الأوجه . وأضاف: لدى أميركا تعاون استراتيجي متعدد الأوجه ومتنوع مع السعودية منذ تاريخ طويل أكثر مما هو لدينا مع الكويت في مجال الاتفاق على مستوى الدفاع والسلام وقضايا الحرب، «ولدينا أيضاً مع الكويت تعاون منذ زمن طويل وحتى الآن». وقال أنتوني إن السعودية والإمارات تضعان في المرتبة الأولى من حيث الأهمية هزيمة إيران في سورية ليكون سبيلهم نحو إضعافها في اليمن والبحرين ولبنان والسعودية والكويت. ورأى أن الجهود التي بذلت في سورية لم تكن كافية، أو مؤثرة، في الوقت الذي نجد فيه أن الأطراف الخارجية الداخلة في الصراع أقوى ممن هم في الداخل، في ظل ضعف المنظمات العالمية لعمل أي شيء تجاه ما يحدث في سورية. وأكد رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأميركية ان السلام لا يمكن أن يأتي صدفة، بل يأتي من قبل أناس خيرين يعملون على تحقيقه بالفعل. وأشار أنتوني إلى أننا عندما ننظر إلى كلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب نجد أنه لم يقل شيئاً سلبياً تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معبراً عن قلقله من أن إبرام اتفاق بين ترامب وبوتين يكون على حساب غالبية الشعب السوري، لاسيما وأن الرئيس بوتين يدعم نظام بشار الأسد ويدعم إيران بشكل مباشر وبشكل استراتيجي في سورية، بغية أن يحقق بشار الانتصار على المعارضة». وتابع أنتوني قائلاً: إن روسيا ومنذ ما يقارب 400 سنة تطمع في الميناء البحري السوري في طرسوس، وتلعب على هذه الورقة، في حين نجد أن أميركا تلعب على ورقة المعارضة كما تفعل قطر والسعودية والإمارات، في الوقت الذي نجد فيه سلطنة عمان بعيدة عن اتخاذ موقف تجاه هذا الصراع، أما الكويت فقد وجدناها تتخذ مواقف معتدلة وديبلوماسية تجاه القضية السورية كما حاولت أن تفعل ذلك تجاه اليمن.