×
محافظة المنطقة الشرقية

وكيل محافظة الأحساء يدشن برنامج زواج ناجح

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي الكل سمع العبارة «التاريخ يعيد نفسه» ولعلّي سمعتها أكثر من القارئ بصفتي طالب تاريخ أيام الجامعة. اليوم أشعر بأن تاريخ أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962 يعيد نفسه في أوكرانيا سنة 2014. على سبيل التذكير، أزمة الصواريخ استمرت 13 يوماً في تشرين الأول (أكتوبر) من تلك السنة، وثمة خرافات عنها، أما الحقيقة فهي أن الولايات المتحدة نشرت صواريخ في تركيا وإيطاليا موجهة نحو موسكو، وقرر الاتحاد السوفياتي نشر صواريخ في كوبا ضد أهداف أميركية. غير أن البحرية الأميركية فرضت حصاراً على كوبا ومنعت السفن السوفياتية من إيصال الصواريخ إليها، وأخيراً أذعن نيكيتا خروشوف وتراجع عن نشر صواريخ في كوبا مقابل تعهد جون كنيدي برفع الحصار عن كوبا. واعتبرت الميديا الغربية أن كنيدي انتصر مع أن الحقيقة هي أن اتفاق إنهاء الأزمة المعلن تضمن نصاً سرياً هو سحب الصواريخ الأميركية الموجهة نحو موسكو، فتكون النتيجة حتماً التعادل صفر-صفر، لأن الوضع عاد كما كان قبل الأزمة. أزمة 1962 كانت أكثر مرة اقترب فيها المعسكران الشرقي والغربي من حرب نووية، ولا خوف من مثل هذه الحرب الآن في المواجهة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة أخرى، على مستقبل أوكرانيا، غير أن المواجهة تبقى سامة، وقد تفسد العلاقات بين الدول الكبرى لسنوات مقبلة، فأول ما سمعنا بعد سقوط فكتور يانوكوفيتش أن روسيا قد تُطرَد من مجموعة الدول الاقتصادية الكبرى الثماني. ثم قرأنا أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مسؤولين كبار من الروس لهم علاقة باحتلال شبه جزيرة القرم. شبه جزيرة القرم يضم غالبية روسية، وهناك أقلية روسية في شرق أوكرانيا. وعندما كتبت عن الأزمة في 25 من الشهر الماضي أشرت إلى الغالبية الروسية في شبه جزيرة القرم وتظاهراتها تأييداً لروسيا، كما أشرت إلى وضع مماثل في أوسيتا الجنوبية ومولدوفا. إذا كنت أنا أعرف هذه التفاصيل، وهي منشورة وأكيدة، فلا بد أن أوروبا وأميركا تعرفانها. لذلك لا أفهم مزاعم «مفاجأة» في انفصال شبه جزيرة القرم، فأوكرانيا تلاصق روسيا بقدر ما أن كوبا على حدود الولايات المتحدة، ولا مفاجأة في رد الفعل الروسي. ما أستطيع أن أقول بثقة هو إن يانوكوفيتش والمعارِضة الخارجة من السجن يوليا تيموشنكو فاسدان، والجدال إن قام فهو على أيهما أكثر فساداً. هو كان دين في فساد قبل الرئاسة، وهي أصبحت بليونيرة من السيطرة على سوق الغاز في أوكرانيا، وقرأت تقريراً للأمم المتحدة يقول إن 120 بليون دولار من بيع الغاز في أوكرانيا نُهِبَت، وكانت تيموشنكو حصلت على امتياز الغاز وهي وزيرة طاقة في حكومة بافيو لازيرنكو، وهو حُكم عليه بالسجن تسع سنوات بعد سقوطه بتهمة غسل أموال، وهي سقطت وحُكِم عليها بالسجن تسع سنوات أيضاً بتهمة الفساد. أهل أوكرانيا يستحقون حياة أفضل ولكن التاريخ يعيد نفسه. في النهاية، أرجو ألا يكون ثمن خروج أوكرانيا من فلك روسيا، تسليم سورية للروس تعويضاً، فنحن نُباع ونُشترى وبأرخص الأثمان