--> في هذا الوطن أناس تميزوا بحبهم وعطائهم وتفانيهم في تأدية واجباتهم، وقد ساهموا بشكل أو بآخر في إحداث نقلة مهمة في مسيرة بعض المجالات، ومما لا شك فيه أن أبناء هذا الوطن المبدعين والمخلصين يجدون في كثير من الأحيان التقدير والحب من القيادة العليا للدولة، وهذا ديدنهم في كثير من المواقف، ونحن نؤمن جيداً بأهمية التقدير والثناء ومدى تأثيره على الأجيال القادمة حتى يترك الأثر الإيجابي لدى الجميع ويرتفع مستوى الأداء والعطاء في كل مجالات الحياة التي يستفيد منها الإنسان؛ لهذا نحن -ووفق ما نستمده من شريعتنا السمحاء- من المفترض أن نكون أكثر تميزاً في هذا الجانب مقارنةً بغيرنا في الدول المتقدمة والتي تهتم بالمبدعين والمنتجين بمختلف القطاعات. لم يسبق -على حسب علمي - أن اختيرت شخصية رياضية مشهود لها بالعطاء والحب والتضحية لنيل جائزة كبرى كوسام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من الدرجة الأولى سوى لأبطال الفروسية الذين حققوا الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن وهاني النخلي من ذوي الاحتياجات الخاصة رغم ما تحظى به الرياضة من تنوع المنافسات في كثير من الألعاب التي تسهم في إبراز اسم المملكة العربية السعودية في محافل كثيرة على كافة المستويات، إلا أن الكم الكبير من هذه الألعاب وعلى رأسها اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم -كرة القدم- لا يتناسب مع حجم التكريم والتقدير..! خصوصاً إذا ما عرفنا أن الرياضة السعودية كانت متفوقة في حقبة زمنية سابقة، وقد حققوا ما حققوه من إنجازات تعد مفخرة لكل سعودي دون أن يحصلوا على تكريم وتقدير يتناسب مع حجم الإنجازات وقوتها، وهذا أمر قد يكون مستغرباً، وقد تكون الأسباب غير مفهومة، إلا إذا اعتبر المسؤول أن التكريم كان مقصوراً على مضاعفة المكافآت فقط في حينها..! من شروط بعض الأوسمة التقديرية التي تخص بها الدولة المبدعين وأصحاب الإنجازات أن تكون الشخصيات المكرمة قد ساهمت بشكل مباشر في تقديم ما يضيف للمملكة كدولة رائدة ومتطورة. جيل من الرياضيين تركوا بصمات إيجابية على كافة المستويات وفي مختلف الألعاب إلا أنهم لم يحظوا بالتكريم المناسب بدايةً بلعبة كرة القدم ومروراً بكل الألعاب كاليد والطائرة وألعاب القوى وغيرها، وجميعهم كان لهم نتائج مميزة ويستحقون من الدولة أوسمة نظير ما قدموه من جهد. الكثيرون يتحدثون عن الإخفاقات ويتجهون بنظرتهم للجوانب المالية والفنية ويتناسون الجوانب المعنوية، ولا أخفي عليكم أن الحس الوطني لدى اللاعب المشارك في بعض الألعاب قد قل تأثيره مقارنةً بالأجيال السابقة ولم يعد يُشكل للاعب ذلك الهاجس، لأنه يدرك جيداً أن ما حصل لمن سبقوه قد يتكرر معه؛ لهذا هو ينظر لمصلحته الخاصة، وعندما يشارك في مهمة وطنية فهو يشارك من باب المشاركة المفروضة عليه ليس إلا، وجميعهم مع الأسف لهم فلسفة شبه متفق عليها تخص الجانب الفني والجهد المبذول، فاللاعب يفهم معنى عندما يصاب في مشاركة وطنية ويترتب على ذلك بعض المخاطر التي من أهمها أن يخسر فرصة استعادة مستواه الفني؛ وبالتالي يفقد قيمة عقد مميز يحصل عليه في ناديه أو من أي نادٍ آخر؛ لأن الجهة الوطنية التي اختارته للمشاركة لا تقدم له الضمانات الكافية في حالة تعرضه للإصابة، وهذا مع اللأسف هو حالنا مع نجوم رياضتنا. قد يتساءل البعض كيف لنا أن نعيد اكتشاف الروح والعطاء لدى نجوم الرياضة في رياضتنا..! ربما يكون الجواب وفق الاتجاه الخاص بتفكير اللاعب، بمعنى عندما ينفق كل اتحاد على نجوم اللعبة أكثر ممّا تنفقه الأندية هنا قد يتغير المفهوم المعنوي والحسي لدى اللاعب، وإن لم تستطع أن تقوم بذلك فمن المفروض أن تعمل على وضع تأمين على اللاعب بالمبلغ الذي يتناسب مع عقده في ناديه أو أجره؛ لأن بعض الألعاب مازالت تعتمد على برنامج الهواة ولم تدخل طور الاحتراف بعد. كذلك نحتاج إلى تفعيل قرارات التكريم بحيث تتناسب مع ما يقدمه اللاعب للوطن، وذلك من خلال اهتمام الجهات العليا بتقدير المبدعين وإعطائهم أوسمة من الدرجة الأولى كتكريم وتقدير لهم، على أن يستفيدوا مدى الحياة من مميزات هذه الأوسمة. ما قدمه نجوم الرياضة في السابق وما سيقدمه الجيل القادم يحتاج إعادة نظر في الجانب المعنوي والتقديري، وهذا لن يحدث ما دام وضع الرئاسة ورئيسها على حاله..! لذا من الضروري أن يتحول هذا القطاع إلى وزارة ورئيسها وزيراً مشاركاً في مجلس الوزراء حتى يصل صوت الرياضيين وهمومهم بالشكل المطلوب من أجل أن تكون هناك فرصة للنقاش وطرح بعض الأفكار التي تهم قطاع الرياضة والشباب. بهذه الحوافز وحسن التقدير سنرى صقورنا الخضر بمختلف الألعاب يقاتلون بروح من يريد الانتصار لا روح من يشارك فقط كتأدية واجب. ودمتم بخير،، Zaidi161@hotmail.com لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال القراءات: 1