×
محافظة المنطقة الشرقية

ساوثجيت : المنتخب الإنجليزي يركز على مباراة أسبانيا الودية

صورة الخبر

يشهد العالم ابتكارات وتحولات يومية وسريعة، في عالم التكنولوجيا، ساهمت في تخطي الشبكة العنكبوتية، لدورها التقليدي في تواصل الأشخاص مع الحواسيب، والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة. وتطلب الدخول في جيل جديد من الإنترنت، مظاهر جديدة كان أبرزها الاتصال الصوتي عبر الإنترنت (VOIP)، الذي غيّر من خلال التطبيقات المختلفة، مشهد قطاع الاتصالات، وبات يشكل منافساً جديداً للشركات العاملة في هذا المجال. هذه التطورات وغيرها، دفعت بمجموعة «زين» للاتصالات، إلى ابتكار استراتيجية جديدة تخولها الدخول في العالم الرقمي الحديث، وضمان التحول إلى «زين» جديدة في المستقبل، بالاعتماد على الطلب الاستهلاكي العالي، والرؤية المتجددة والإيمان القوي من رأس الهرم في الشركة حول أهمية هذا التحول. في هذا الإطار، أكد الرئيس التنفيذي للشؤون الاستراتيجية في المجموعة، إيمري غوركان، أن «زين» بدأت بالفعل تطبيق إستراتيجية التحول، وأنهت مرحلة الاستحواذات وعقد شركات مع عدد من الجهات، من أجل ضمان تحقيق الخدمات الرقمية ما بين 5 إلى 10 في المئة من إيراداتها في المستقبل. واعتبر غوركان في مقابلة مع «الراي»، أن البنية التحتية التقنية متوافرة لضمان هذا التحول، فضلاً عن الموارد البشرية في مختلف الدول التي تتواجد فيها شركات «زين»، وخصوصاً في الكويت التي تعتبر أهم سوق بالنسبة لها. وشدد غوركان على هامش منتدى الإبداع الرقمي للمجموعة، وشركاتها التابعة في الكويت، أن هذا التحول لا يعني بالضرورة التخلي عن الدور التقليدي لشركات الاتصالات، وإنما يفرض توازنا في الاستثمارات، ما بين الجانبين التقليدي والرقمي، من أجل ضمان استمرار نمو الشركة، لافتاً إلى ان الجانب الجديد غيّر من مشهد المنافسة وفرض تعاوناً بين الشركات لضمان هذا التغيير. وهنا نص المقابلة: • ما هي جبهة «زين» الرقمية الإبداعية؟ - إن جبهة «زين» الرقمية والإبداعية «(ZDFI)، هي جزء أساسي من استراتيجية المجموعة، التي تتضمن ست مبادرات تحولية، وجميعها تتمحور حول المستقبل، ونشير هنا إلى أن الجبهة تركز على تحديد الفرص في مجالات خدمات الإعلان والصحة والاتصالات والمدن الذكية، إذ يتمثل الهدف النهائي لها، في دفع الأعمال في اتجاه الابتكار والمرونة والقدرة على التكيف، بهدف بناء ثقافة الابتكار. وتتمثل مهمة «جبهة زين الرقمية والإبداعية»، في تحديد الاتجاهات الابتكارية لقيادة التوجه الإقليمي، وتحديد استغلال الفرص الجديدة في المجال الرقمي في القطاعات الرئيسية، بالإضافة إلى الاستثمار في الصناديق الاستثمارية المتخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تركز على التكنولوجيات الناشئة، إلى جانب بناء منظومة للمدن الذكية، وتطوير نهج إستراتيجية «الذهاب إلى السوق». وتستهدف «جبهة زين الرقمية والإبداعية» أيضاً، رصد وتحديد مجالات أعمال جديدة، وشراكات استراتيجية تحقق قيمة مضافة، وفرص الاستحواذ، والاستثمارات، بحيث تسعى المجموعة إلى تنويع مصادرها في الدخل، بالبحث عن قنوات ومجالات جديدة، كما تسعى في نفس الوقت، إلى الاستغلال الكامل لشبكات البرودباند عالية السرعة التي تملكها. • ما الخطوات التي تم تحقيقها في هذا التوجه الاستراتيجي؟ - لقد وضعنا منذ عامين ونصف، إستراتيجية العمل ودراسة جدوى، وحددنا الجهات التي قد نستحوذ عليها، وفي هذا الإطار استحوذنا على مجموعة «NexGen»، الرائدة في مجال تزويد حلول المدن الذكية والخدمات الاستشارية، والتي تتخذ من دبي مركزاً لها، فضلاً عن شركة «Foo»، التي تتخذ من لبنان مقراً لها، وهي عبارة عن كيان يوفر طيفاً كاملاً من الخدمات الابتكارية الشاملة المتعلقة بالتطبيقات الخليوية الذكية. كما اننا نستثمر في عدد من الشركات الاستثمارية ومن بينها «ومضة»، و«Early bird capital»، ولدينا شراكات مع عدد من الشركات من بينها «أوبر»، و«بوكينغ دوت كوم»، و«زيبتولا» وهي شركة رائدة في المحتوى الرقمي. وقد باتت المنصة جاهزة اليوم وكذلك جميع الشركات التشغيلية التي استحوذنا عليها، كما بدأت تحقق إيرادات، ما يعتبر نجاحاً بحد ذاته، فمن خلال مجموعة شركاتنا والشراكات التي عقدناها، والنظام البيئي سيكون لدينا «زين» جديدة في المستقبل. • أنتم تتحدثون عن استراتيجية طويل الأمد، كم تحتاجون من الوقت؟ - تمتد هذه الإستراتيجية على مدى نحو 5 سنوات، وقد استثمرنا خلال أول سنتين، واليوم بدأنا العمل وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع. • هل تتوافر شروط البنى التحتية المطلوبة لتنفيذ الابتكارات ونجاح عملية التحول في جميع الدول التي تعملون بها؟ - لا بد من الإشارة إلى أنه هناك مكونات عديدة في هذا الإطار، من بينها البنية التحتية التقنية، ومدى جهوزية المستهلك واستخدامه للإنترنت، فضلاً عن الموارد البشرية اللازمة سواء في الشركة أو في السوق بشكل العام، وتوجهات الشركة ومدى جهوزيتها لتقبل هذا التحول. ومن هنا، يمكنني تأكيد جهوزية المستهلك في جميع الدول التي نعمل فيها، بما فيها السودان وجنوب السودان، فالشباب متلهف لاستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. أما على صعيد الموارد البشرية، فإذا ما أخذنا الشباب الكويتي على سبيل المثال، سنجد العديد من المشاريع الناشئة التي تبرز في البلاد على غرار «طلبات دوت كوم»، وغيرها من الشركات الناشئة التي ينتظرها مستقبل باهر، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية ولبنان والسودان التي تتميز بشبابها الرائد، فالريادة مصدرها الحاجة، والشباب لديهم العديد من الأفكار، التي قد لا نجدها حتّى في الولايات المتحدة. وعلى صعيد البنية التحتية، فالأمور تسير على الطريق الصحيح، فنسبة اختراق الانترنت تعتبر مرتفعة، كما أن استخدام البطاقات الائتمانية في ازدياد. ونحن في «زين» نقوم بتطوير بنيتنا التحتية، كي نتمكن من ربط جميع الشركات الرقمية، مع نظام الاتصالات لدينا. وفي ما يتعلق بتوجه الشركة وجهوزيتها لهذا التحول، فقد استغرقنا بعض الوقت، كي يكون الجميع جاهزاً ومقتنعاً، ولكن كان لإيمان نائب رئيس مجلس الإدارة بدر الخرافي بأهمية هذا التغيير، والجهود التي بذلها، من أجل الدفع بهذا الاتجاه، دور كبير في تغير الأمور بشكل كبير، إذ إن الرؤية الجديدة ضمن «زين» جاءت من أعلى الهرم. • ولكن قد لا تتوافر البنية التحتية الأساسية أو حتّى التوجه الحكومي لتحقيق هذا الهدف في بعض الأسواق التي تتواجدون فيها، كيف ستتمكنون من تحقيق هدفكم في ظل هذا الواقع؟ - إذا ما أخذنا لبنان على سبيل المثال، هناك العديد من المشاكل التي يعاني منها قطاع الاتصالات، إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن نسبة اختراق الإنترنت تعتبر عالية جداً، فالطلب العالي من المستهلك لا يمكن وضع حد له. أما إذا ما تكلمنا عن البنية التحتية الثابتة، فيمكن القول إنها متخلفة بعض الشيء، إلا ان إمكانيات النمو ضخمة بسبب الطلب القوي. ونحن هنا نتعاون مع الجهات الحكومية اللبنانية من أجل التغيير، وقد يكون التطور أبطأ في بعض الدول مقارنة مع غيرها، ولكن لا يمكننا وضع حدّ للناس. • أين هو مستقبل «زين» بناء على كل ذلك؟ - بكل صراحة، إذا ما استمرت الشركة في مجال الاتصالات، كالصوت والإنترنت التقليدية، فالمستقبل لن يكون إيجابياً جداً، وهذا ينطبق على جميع شركات الاتصالات في العالم، ولذلك نحن في «زين» نعتبر متقدمين في هذا الإطار، ولكن لا بدّ لنا من الاستمرار بالتقدم وبسرعة، لضمان مستقبل باهر، من خلال الاستثمار بالمكونات الأربعة التي سبق وتحدثنا عنها، ويمكنني التأكيد ان الخدمات الرقمية، ستشكل جزءاً أكبر من إيراداتنا خلال السنوات القليلة المقبلة. • هل يمكن أن نحدد نسبة معينة؟ - لا يمكن تحديد نسبة معينة، ولكن الخدمات الرقمية عادة ما تشكل ما بين 5 إلى 10 في المئة، من إيرادات شركات الاتصالات المتقدمة. • كيف تنظرون إلى موقع «زين» بالمقارنة مع الشركات الأخرى في المنطقة؟ - نعتقد اننا متقدمون في ما يتعلق ببعض المنتجات الرقمية، فلطالما كانت «زين» رائدة في مجال الابتكار، كما انها أول شركة في المنطقة تتوسع خارج سوقها المحلي، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهمية الشراكة في مجال الاتصالات، خصوصاً وأن المنافسة اليوم لم تعد محصورة بشركات الاتصالات التقليدية، كما كان الحال عليه في السابق، وإنما بات لدينا منافسون جدد مثل «سكايب» و «واتس أب»، وغيرها. • تعمد بعض الدول إلى حجب الاتصال الصوتي عبر الإنترنت، هل ترون أنه على الكويت ان تقوم بالأمر نفسه؟ شخصياً، أعتقد ان المستهلك سيجد دائماً طريقة لتخطي العوائق والقيود التي تفرضها أي جهة للوصول إلى غايته، سواء من خلال الـ«VPN» أو غيرها من الوسائل، وبالنظر إلى السوق الكويتية فسنجد انها سوق حر، وبالتالي فهي أكثر انفتاحاً. من جهة أخرى، لا بدّ للجهات التشريعية ان تكون اكثر عدلاً مع «زين»، فالشركة اليوم تدفع مبالغ طائلة مقابل الحصول على الرخص القانونية، في حين ان الاتصال عبر الانترنت لا يخضع لأي أنظمة أو تشريعات، ما يدفع ببعض الجهات إلى طلب التصدي لمثل هذه الوسائل نتيجة تأثيرها على الإيرادات. • ما هي أكبر التحديات التي تواجه «زين» اليوم؟ - كما ذكرنا سابقاً، فإن التحدي الأكبر هو العقلية وتوجه الشركة، ولكننا تخطينا هذا الموضوع، بفضل الإدارة العليا للممجموعة. الثورة الرقمية • أين تجد موقع الكويت في ظل الثورة الرقمية الحالية؟ - لقد خرجت «طلبات دوت كوم» من الكويت، كما هناك العديد من الأمثلة الأخرى على مستوى الإبداع العالي جداً في الكويت، ولاسيّما في قطاع التجزئة والمطاعم. ولا بدّ من الإشارة هنا، إلى ان مجموعة «زين» كانت مشغل الاتصالات الأساسي في المنطقة، فضلاً عن التأكيد بأن التحول قد بدأ بالفعل، فهناك العديد من مشاريع المدن الذكية التي يتم تنفيذها في السوق المحلي. ولكن إذا ما تحدثنا على إطار واسع، فإننا سنرى تغييراً كبيراً خلال 5 سنوات، فلا يمكن إيقاف التطور أو إبداع الشباب وابتكاراتهم. • هل هناك حاجة للتعاون بين الشركات الاتصالات لضمان التحول الرقمي؟ - بالطبع، فلا يمكن لشركة واحدة ضمان هذا التحول، وإنما لا بدّ من التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف، فالتعاون سيشكل العنوان الرئيسي في المستقبل، وليس المنافسة كما هو الحال في قطاع الاتصالات التقليدية. • هل انتهى الدور التقليدي لشركات الاتصالات؟ - بالطبع لا، فالقطاع اليوم أشبه بطائرة بجناحين، لا يمكن لأحدهما الاستمرار بدون الآخر وإنما لا بدّ من التوازن بينهما، ومن الضروي ألا تقتصر استثماراتنا على الجانب التقليدي للقطاع، وإنما أن يتضمن النواحي الرقمية التي باتت تعتبر أساساً لمستقبل قطاع الاتصالات. ونؤكد هنا أن الجانب الرقمي ضروري جداً، وعدم الاستثمار فيه قد سيؤثر على مستقبل الشركات، كما أن الاكتفاء بجزء واحد سيعيق النمو. • ماذا تقدّم «زين» للشباب؟ - تؤمن «زين» بضرورة تشجيع المبادرات، التي تهدف بشكل أساسي إلى تنمية الجوانب الإبداعية لدى الشباب، الذي يشكّل الفئة الأكثر حيوية في المجتمعات، ولذلك نحرص في المجموعة على ترسيخ التزاماتنا تجاه برامج الاستدامة لقطاع الشباب، ولعل رعايتنا ومشاركتنا المتميزة في مؤتمر «تمكين للشباب» الأخير في الكويت، يبرز هذا التوجه. ونشير هنا إلى أن ريادة الأعمال باتت ضرورة ملحة اليوم، والجانب الإبداعي الذي يتميز به الشباب يتطور بشكل كبير، ولذلك تحرص المجموعة على المشاركة والمساهمة، كجزء من مسؤوليتها في المبادرات التي تعنى بتطوير الطاقات والمواهب الشابة، ومساعدتها في إيجاد مجالات أعمال جديدة وحلول إبداعية. وقد نجحت المجموعة في أن تضع نفسها، كشركة تعرف مهام مسؤوليتها باتجاه قطاع الشباب، ليس فقط من خلال منتجاتها وخدماتها الأساسية المبتكرة، إنما بانتهاج زيادة فعالية مساهمتها الاجتماعية، فعلى سبيل المثال، تدعم «زين» منتدى«MIT» لأفضل الأعمال الناشئة في العالم العربي، وهو المنتدى الذي يعمل على تشجيع الإبداع على مستوى المنطقة، من خلال إشراك رواد الأعمال الطموحين في مبادرات تعتمد على الرعاية والتواصل، كما دعمت المجموعة النسخة الخاصة بجوائز مسابقة «ابتكر من أجل اللاجئين»، والتي تم من خلالها تكريم الحلول الأكثر ابتكاراً والقائمة على التكنولوجيا، للتخفيف من وطأة أزمة اللاجئين، بالإضافة إلى مشروع «Zain Great Idea»، والذي يوفر بيئة مناسبة لطاقات وإبداعات الشباب الكويتي، إذ يقدم نافذة واسعة لمرور الأفكار المميزة التي تخدم قطاع التجارة والأعمال. الإبداع الرقمي • إلم يهدف منتدى الإبداع الرقمي للمجموعة؟ - لقد هدفت «زين»، من خلال المنتدى إلى استعراض آفاق النمو الجديدة لإستراتيجيتها التشغيلية، واستكشاف الفرص والمبادرات، التي ستعتمد عليها في التحول إلى مشغل الخدمات الرقمي. كما أننا من خلال حضور ممثلين عن الإدارات الإستراتيجية والتجارية والفنية لشركات «زين» التابعة، نتبادل وجهات النظر حول الاتجاهات، والنجاحات التي تحققت في قطاع الخدمات الرقمية، والتحديات التي مازلنا نواجهها، وكذلك السعي لإقامة فرص شراكات محتملة. فمن خلال هذا المؤتمر يمكن لشركائنا في الأردن والسعودية على سبيل المثال، تبادل الأفكار المختلفة والحلول، ومناقشة المشاكل التي يواجهونها، والاستفادة من تجارب بعضهم البعض. • لماذا عقد المنتدى في الكويت؟ - تعتبر الكويت أهم سوق بالنسبة للمجموعة، فنحن في النهاية شركة كويتية، كما أن إقامة فعاليات المنتدى هنا، جاء بسبب قناعتنا بأنها واحدة من الأسواق الواعدة في مجالات الابتكار الرقمي على مستوى المنطقة. وهذه السمات عززتها الاتجاهات الأخيرة لمؤسسات الدولة بتبنيها خدمات الحلول الرقمية، بالإضافة إلى الحركة الكثيفة التي شهدتها السوق الكويتية، للعديد من المبادرات والأحداث المهتمة بمجالات الإبداع الرقمي، وظهور تجارب ناجحة في ميدان شركات التكنولوجيات الناشئة. ويأتي هذا الحدث في ظل التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، والذي أخذ اهتماماً أكبر في الآونة الأخيرة، وهو ما سيكون له بالغ الأثر على مستوى تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة، خلال السنوات الخمس المقبلة. ولذلك فإن إقدام المؤسسات الحكومية والشركات على تطوير خدماتها الرقمية، ستقابله طفرة على المستوى التشغيلي في قطاع الاتصالات.