اعتاد مرضى السكري النوع الثاني وهو النوع غير المعتمد على الإنسولين حتى وقت قريب على استخدام نوعين من الأدوية المخفضة للسكر وهما علاج الميتفورمين أو ما يعرف باسم علاج الجلوكوفاج أو مجموعة علاجات السلفونايل يوريا ومنها العلاج المعروف لدى الكثير من مرضى السكري وهو علاج الداونيل. والجدير بالذكر أنه هناك علاجات جديدة الآن متوفرة لمرض السكري النوع الثاني وهو ما يعرف باسم الإنكريتين أو الإنكريتينات. وحديثنا اليوم عن هذه المجموعة الجديدة نوعا ما من الأدوية وماهية عملها ومدى جدواها وما هي الأضرار المحتملة من جراء استخدامها. *ما هي الإنكريتينات؟ - الإنكيريتينات هي هرمونات معوية وليست بنكرياسية كما يعتقد البعض. أي أن هذه الهرمونات تفرز من الأمعاء الدقيقة وتعمل هذه الهرمونات على زيادة هرمون الإنسولين المفرز من البنكرياس وكذلك خفض إفراز هرمون الجلوكاجون المفرز أيضا من البنكرياس وهو الهرمون المضاد لهرمون الإنسولين. وبالتالي هذه الإنكريتينات تعمل على جانبين أو من جهتين، وهما تنشيط إفراز هرمون الإنسولين وفي نفس الوقت خفض هرمون الجلوكاجون. وقد يكون هذا هو الفرق بين هذه العلاجات الجديدة وبين العلاجات القديمة. فالعلاجات القديمة إما أن تزيد من هرمون الإنسولين ومن إفرازه كما هو الحال مع مجموعة أدوية السلفونايل يوريا أو أنها تعمل على زيادة حساسية مستقبلات الإنسولين لهرمون الإنسولين كما هو الحال مع علاج الجلوكوفاج أو الميتفورمين. فهذه العلاجات أي الإنكريتينات هي الأولى التي تقلل من إفراز هرمون الجلوكاجون. وهرمون الجلوكاجون كما هو معروف يزيد من كمية السكريات في الدم. فهو يزيد من تحول مخزون السكريات والمعروف باسم الجلايكوجين في الكبد إلى سكريات احادية تسبح في الدم أو أنه يزيد من تحول الأحماض الدهنية والبروتينات إلى سكريات أحادية. نبذة تاريخية عن الإنكريتينات: يعتقد البعض أن اكتشاف الإنكريتينات أمر حديث وهو في الواقع ليس كذلك، ففي عام 1902 وقبل اكتشاف الإنسولين نفسه وقبل استخلاصه، اكتشف العالم (بيلس) والعالم (ستارلنج) أن جزء من الأمعاء هام جداً لتحفيز البنكرياس على إفراز عصارته. وكان قبل ذلك معتقدا أن الجهاز العصبي هو الجهاز المسؤول عن إفراز عصارات البنكرياس وهرموناتها. فعند تناول الطعام تزيد عصارة البنكرياس في الإفراز وأنه بمجرد إزالة جزء من الأمعاء واستئصاله، لا يفرز البنكرياس عصاراته بالقدر الكافي. ومن هنا تم الاشتباه بأن البنكرياس قد يفرز عصاراته بناء على هرمونات أو إشارات من الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان. وفي عام 1906 ميلادية، تم أخذ عصارة الأمعاء وإعطائها لبعض مرضى السكري واستفاد البعض منهم أي أنه انخفض مستوى السكر لديهم. ومن هنا كانت الانطلاقة. وفي تلك الأثناء كانت الحرب العالمية الأولى ولم تكن الأمور مهيئة لمزيد من البحث حتى عام 1930 ميلادية تقريبا، أجريت المزيد من الدراسات والتي أثبتت وجود هرمونات تفرز من الأمعاء تزيد من إفراز الإنسولين. وفي عام 1964 ميلادية تقريباً تم اكتشاف الإنكريتينات وتم تحديد إفرازها، وتم التوثق أكثر من ذلك في عام 1973 ميلادية بناء على العديد من التجارب الحيوانية. وفي عام 1987 تم وصف أول أنواع الإنكريتينات وبعد ذلك تم وصف ما يعرف بشبيهات الإنكريتينات وبعد ذلك تم اكتشاف ووصف وصناعة ما يعرف بالإنزيمات التي تزيد من توفر الإنكريتينات. وأصبح بالتالي لدينا انواع متعددة من هذه العلاجات. * ما هي آلية عمل الإنكر يتينات لدى مريض السكري النوع الثاني؟ - تعمل الإنكريتينات كما سبق ذكره على زيادة إفراز الأنسولين بطريقة تعتمد على مستوى السكر في الدم، فهي تزيد من ما يعرف بمورثات الإنسولين، أب أنها تعمل على زيادة إنتاج الإنسولين. علاوة على ذلك، أظهرت دراسات بأن الإنكريتينات تزيد من كتلة خلايا بيتا في البنكرياس وهي الخلايا المفرزة لهرمون الإنسولين، وذلك عن طريق تنشيط تكاثرها وتقليل موتها، وبالتالي تنشط وتزيد هذه الخلايا المسؤولة عن إنتاج وإفراز الأنسولين. كما أن تحفيز مُستقبلات الإنكريتينات يزيد من إفراز الأنسولين ويمنع إفراز هرمون الجلوكاجون الذي يزيد من انتاج الكبد للسكر. وتحفيز مستقبلات الإنكريتينات يقوم بتأخير تفريغ المعدة للأكل مما يساعد على امتصاص السكر ببطء في الأمعاء. كما أن تحفيز مستقبلات الإنكريتينات يقوم بتحسين حساسيه الأنسجة للأنسولين، مما يعني دخول أفضل للسكر فيها مما يقلل من مستويات السكر أثناء الصوم وبعد الأكل في الدم في مرضى السكري. الإنكريتينات تنشط وتزيد مناطق معينة في الجهاز العصبي المركزي والتي تتحكم في الشهية مما يؤدي إلى تثبيط الشهية. كما تشير بعض الدراسات إلى أن محفزات مستقبلات الإنكريتينات يمكن أن تعزز تصريف الجلوكوز في الأنسجة الأخرى. أمثلة على الانكريتينات المتواجدة حالياً في الأسواق المحلية والعالمية: يجب التنويه أولا أن هناك ما يعرف باسم شبيهات الجلوكاجون وهناك بعض الأدوية التي تزيد من توفر كمية هذه الشبيهات والتي تعمل على تثبيط إنزيمات معينة. وسنقوم بإعطاء أمثلة على بعض هذه الأدوية المتوفرة حاليا. علاج الفيكتوزا أو علاج الليراقلوتايد: وهو من العلاجات المتوفرة في المملكة العربية السعودية ويعمل هذا العلاج على زيادة إفراز الإنسولين وتقليل إفراز الجلوكاجون. فهو بالتالي يخفض من مستوى السكر في الدم. كما أنه يقلل الشهية للطعام فهو يخفض الوزن ويبطء من تفريغ المعدة للطعام. بعض المحاذير الخاصة بعلاج الفيكتوزا: يجب العلم بأن علاج الفيكتوزا لا يستخدم كعلاج أولي لمريض السكري النوع الثاني. أي أن استخدامه يكون بعد فشل العلاجات التقليدية لمرض السكري النوع الثاني. ويجب ملاحظة أن علاج الفيكتوزا أو الليراقلوتايد ليس إنسولين فهو لا يكون عوضاً عن هرمون الإنسولين ولا يستخدم في علاج مرض السكري النوع الأول. ويجب العلم أيضاً أنه لا ينصح لاستخدامه في الأطفال. ولا ينصح في استخدامه لمن يعاني من التهاب في البنكرياس أو أورام في الغدة الدرقية. ولذا لابد من إخبار الطبيب إن كنت تعاني من أورام في العدة الدرقية أو أن أي أحد من عائلتك يعاني من أورام وراثية في الغدة الدرقية. كما أنه بطبيعة الحال لا ينصح باستخدامه لمن عانى من حساسية تجاه هذا العلاج وهو علاج الفيكتوزا أو الليراقلوتايد. وينصح كذلك أن تخبر طبيبك إن كانت المرأة المستخدمة لهذا العلاج حاملاً أو تنوي الحمل أو مرضعة. وبصفة عامة لابد من أن تخبر الطبيب إن كنت تعاني من أي قصور كبدي أو كلوي. ويجب العلم أيضاً ان علاج الفيكتوزا أو الليراقلوتايد لا يخلط مع الإنسولين حتى الأن. الأعراض الجانبية لعلاج الفيكتوزا أو الليراقلوتايد من الأعراض الجانبية البسيطة الشعور بالصداع وألم البطن والغثيان والاسهال ونحوها. كما أنه قد يسبب نقصاً في مستوى السكر في الدم. كيفية إعطاء علاج الفيكتوزا أو الليراقلوتايد يعطى على شكل حقنة يومية ويتواجد على شكل قلم مرة واحدة يوميا. يمكن أخذه مع الإنسولين ولا يخلط معه ويعطى مع الأدوية المخفضة للسكر الأخرى. علاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد: وهو من العلاجات المتوفرة في المملكة العربية السعودية أيضا. ويعمل هذا العلاج على زيادة إفراز الإنسولين وتقليل إفراز الجلوكاجون. فهو بالتالي يخفض من مستوى السكر في الدم. بعض المحاذير الخاصة بعلاج علاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد: يجب العلم بأن علاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد لا يستخدم كعلاج أولي لمريض السكري النوع الثاني كما هو الحال مع علاج الفيكتوزا. أي أن استخدامه يكون بعد فشل العلاجات التقليدية لمرض السكري النوع الثاني. ويجب ملاحظة أن علاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد ليس إنسولين فهو لا يكون عوضاً عن هرمون الإنسولين ولا يستخدم في علاج مرض السكري النوع الأول. ويجب العلم أيضا أنه لا ينصح لاستخدامه في الأطفال. وينصح كذلك أن تخبر طبيبك ان كانت المرأة المستخدمة لهذا العلاج حاملاً أو تنوي الحمل أو مرضعة أو إن كان لدى الشخص أورام في الغدة الدرقية ونحوها. وبصفة عامة لابد من أن تخبر الطبيب إن كنت تعاني من أي قصور كبدي أو كلوي. الأعراض الجانبية لعلاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد من الأعراض الجانبية الشعور بالصداع وألم البطن والغثيان والاسهال ونحوها. كيفية إعطاء علاج البياتا أو علاج الإكسينيتايد مثل علاج الفيكتوزا فهو يعطى على شكل حقنة يومية ويتواجد على شكل قلم مرة واحدة يومياً.