استمع ابن الديرة ماذا يعني شمول وتوازن التنمية؟ الالتفات إلى التفاصيل في المشهد مع العناية الكاملة بالمشهد في كليته، والاشتغال المخلص والمتقن على تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطن شرط ألا يكون المواطن طرفاً متلقياً فقط. الشراكة تعني الإسهام والتفاعل الإيجابي، وكما أن مواطن الإمارات شريك في التنمية السياسية والاقتصادية، فهو شريك حقيقي أو ينبغي أن يكون كذلك في مجالات لا يدخلها البعض في دائرة التنمية الأساسية باعتبارها، وهذا خطأ شنيع، مجالات هامشية أو مكملة أو ربما دخلت في تصنيف الرفاهية والترفيه، فيستغنى عنها بسهولة لقلة الخطر والأثر. من يتجه إلى هذا الطرح هو خارج العصر والمعنى واليقين، وهو من أصحاب الرأي المرتبك الذي يعوزه الدليل فلا يقوى على مواجهة الدليل. طبعا نهضتنا في الثقافة والرياضة محل اعتزاز، ونسجل، بكل فخر، حدثين مهمين هذا الأسبوع: إنجاز أوبرا دبي، وفوز منتخب الإمارات على منتخب اليابان هناك، في عقر داره ووسط جمهوره. يقرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو يتفقد الصرح الثقافي الجديد في دبي، أن الحراك الثقافي في بلادنا مهم وأصيل باعتباره تعبيراً عن الهوية وجزءاً منها، ويتكامل التوجه الذي يبلغ واحدة من أعلى وأجمل ذرواته مع الأوبرا، بمبادرات مثل تخصيص العام 2016 عاماً للقراءة، وتخصيص العام 2015 عاماً للابتكار، وإطلاق تحدي القراءة، وسقيا المعرفة، وهي مبادرات تعبر عن فهم متقدم لدور الثقافة في حياة المجتمع ككل، ويشتمل كل منها على ضرورة إشراك الإنسان في القرار والفعل، وعدم الاقتصار على كونه متلقياً فقط، وها هي المطالبات ترتفع ونحن بصدد مشروع تغيير التعليم نحو تحويل المدرسة إلى مكان ثقافي بامتياز. في الجانب الرياضي، يتوج الانتصار الإماراتي في اليابان مراحل متوالية من الإعداد وبأيد إماراتية خبيرة، ومع محمد بن راشد يهنئ شعبنا المنتخب ويشيد بخبرات المهندس مهدي، لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد. كما الثقافة، فإن الرياضة في الإمارات للجميع، وفي الخطة الدراسية التي اعتمدها محمد بن راشد أخيراً، ضمن التغيير الكبير، تغيير لمفهوم الرياضة في مدارسنا، حيث استبدلت بمسمى التربية البدنية والصحية، وتحولت إلى درس حقيقي وجاد ضمن المنهج في محيط لوحظ أن السمنة غالبة فيه، وأن ربع أهله على الأقل مصابون بداء السكري. هكذا نتعامل، كدولة متقدمة، مع المستجدات، انطلاقاً من الثقة غير المحدودة في الإمكانات والقدرات، فنحن دولة يغرد نائب رئيسها مهنئاً بفوز منتخب بلاده على اليابان بعد زيارة لصرح الأوبرا الجديد، وغداً، مع استكمال منشآت ثقافية في أبوظبي والشارقة تتمم المنجز وهو كبير، وغداً مع ذهابنا في الاشتغال الرياضي أشواطاً بعيدة، نحقق لوطننا ومجتمعنا المعنى الأكمل والأجمل: جناحا الثقافة والرياضة للتحليق عالياً، كما جناحا السياسة والاقتصاد، وكما كلمة السر: جناح المحبة. ebn-aldeera@alkhaleej.ae