×
محافظة المنطقة الشرقية

رعاية الشباب تختتم برامجها في منتزه الملك عبدالله

صورة الخبر

كثيراً ما تطرقنا في مقالاتٍ سابقة للعلاقات بين الناس والروابط بين الأفراد، تحدثنا عن قوتها ومتانتها...ضعفها وركودها...كيفية المحافظة عليها...الحدود الواجب وضعها في كل علاقة...إلى آخره من المواضيع في هذا الشأن، لكننا لم نتطرق قط لإحدى تلك العلاقات الاستثنائية والفريدة من نوعها، لعلنا تفكرنا فيها وتأملناها من دون أن نتشارك أفكارنا حولها، إذ من المنطقي التحدث عنها بصوت عالٍ ومع ذوي الحاجة كي نفهمها ونعيها قبل الولوج فيها بلا علم ولا دراية، إنها ما تُسمى (مرافق مريض)، وما أعنيه هنا علاقة المرافق بالمريض أثناء الرحلات العلاجية. إن كلمة مرافق مأخوذة من الرفقة والرفق، فالأولى تأتي بمعنى الصحبة والمصاحبة، وهذا هو عمل المرافق وواجبه، إذ إنه من الضروري أن تجتمع فيه صفات عدة وأن يتخلق بها حتى وإن لم تتوافر فيه، ليكون شخصاً ذا حكمة فلا يثير الرعب في نفس المريض، وذا طابع مرح ليحاول الترفيه عنه حال الضيق والألم بالإضافة إلى إيناس وحدته ووحشته، فيكون مرافقاً حسناً في كل الأحوال والظروف، أما الثانية فتعني المعاملة بلطف ورقة ومراعاة الحالة النفسية والصحية التي يعيشها المريض. ولكي يُوَفق المرافق في مهمته تلك يجب أن يحرص على تحديد أهدافه وتوضيحها حتى لا يؤثر عليه أي مؤثر سلباً وبصورة لا تُحمد عقباها، كذلك يحدد طريقة تعامله مع حاجات المريض إن خالفت حاجاته فيحدد الأولى والأهم ويقدمه على راحته ورغباته الشخصية، إن هذا العمل لا يقل أهمية عن عمل الطبيب ذاته فقد تتضاعف الهموم والمشاكل على المرافق ولابد له حينها أن يتحمل ويتصبر مع حرصه على تفريغ طاقته السلبية لكي لا تتضخم وتخرج الأمور عن السيطرة. إن الأمر المؤنس للمرافق في رحلته تلك التفكر في النتائج التي حصدها منها، الآثار على ذاته طاقته الاستيعابية وقدرته على التحمل، وأن يتأمل أيضاً الأجر والثواب من تلك الرفقة سواءً رفقة صديقه أو أخ له أو أحد والديه، فما دامت أعمالنا مؤطرة بإطار الإحسان سنجده في حاضرٍ أو مستقبلٍ كان. ‏‫jasmine_m_alj@