أكتب وأنا أرى حماس الأخ العزيز و الوطني المحب لوطنه الأستاذ ليث شبيلات لبيان حزب الجبهة الأردنية الموحدة الذي أتشرف أن أكون عضوا فيه ، لأرد له التحية بأحسن منها رغم أن الوقت ليس وقت تبادل للتحيات و المجاملات و الوطن الحبيب العزيز الغالي يمر بأوقات عصيبة كما قال كبار المسئولين في الدولة الأردنية أنفسهم ، و لأبين أمرا في غاية الأهمية التبس على بعض من قرأ البيان و لا أظن أن الأستاذ الكبير كان منهم . حينما كتب الحزب بيانه قرأه عشرات المرات و تداول فيه كثر ، و لم يكن في ذهن الحزب أو قيادته أي منحى أو توجه و تفكير من قريب أو بعيد لأي عنصرية أو طائفية أو مناطقية ، و نعوذ بالله أن نكون من ذلك النفر من الناس ، إن الوطني المخلص الصادق مع نفسه و مع الله لا يمكن أن يقبل بأي مبررات لتجاوز البعد الأخلاقي و الديني و الإنساني الذي يجمع بين كل المواطنين الأردنيين و لكن المستوطنين يأبون إلا أن يحاولوا إيجاد ثغرة في كل نداء مخلص ، و المستوطنون هم الذين أوصلونا إلى هذا الحد من الشك في كل شيء و في أنفسنا ، إن حزب الجبهة ملتزم التزاما أخلاقيا ، تراثيا ، وطنيا بكل مضامين البعد الوطني و العمق الحيوي الإستراتيجي لهذا لوطن ، و ليس له خصومات انفعالية أو مصلحية مع أحد على امتداد التراب الوطني كله بل و ما جاوره ، إننا نحب فلسطين كما نحب الأردن ، و كما نحب مكة والمدينة و صنعاء و طنجة و القاهرة و نحلم بالوطن العظيم الذي يمكن أن يكونه الأردن و هو قادر على كينونته لو أراد ، و ليس للحزب أي خصومة مع النظام السياسي و ليس لنا خطابين واحد وراء أبواب مغلقة و واحد في البيانات و ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها . إن نفايات الاستعمار التي ما تزال موجودة في المجتمع الأردني كما هي موجودة في كل مكان في العالم العربي كله هي التي تهب بزوابعها لتبقي على واقع التخلف و الخوف و الفرقة و العنصرية كلما رأت أو سمعت أو رأت حراكا وطنيا مخلصا يحاول إصلاح الحال الذي خلقه و رعاه سايكس بيكو ، و هم يحاولون دائما و بكل ما أوتوا من قوة أن يخلقوا تيارا من العداء الجارف بين الإصلاحيين و بين النظام السياسي و كأن كل مصلح انقلابي ، لسنا انقلابيون ، و لا دعاة فتنة و العياذ بالله و لا صيادي مكافئات ، نحن حاولنا و ما نزال نحاول أن نعلق جرسا ليسمعه الجميع قبل أن تقع الفأس في الرأس و قبل آن نقول لا سمح الله يا ريت اللي جرى ما صار. إن المصلحة الوطنية لكل المواطنين الأردنيين أن يقفوا وقفة واحدة للتأشير على مدى الخلل الذي أحدثه تيار المتسلقين و أباطرة المصالح و المال ، و المصلحة الوطنية تقتضي أن نقول لقيادتنا ما نراه حقا لا أن نجامل في مستقبل الوطن و المواطنين لنكون بمنأى عن رياح التغير الذي التي تهب على المنطقة و تعصف بكل ما فيها و تحرق الأخضر و اليابس ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم صدق الله العظيم ، و الأمن و الأمان لا يدوم بالقوة و الأجهزة الأمنية و قواتنا المسلحة العظيمة فحسب ، بل بالصدق مع الذات و بالانتماء الصادق النابع من القلب و الولاء الذي يركض وراء مصلحة أنانية فردية فقط ، الأمن و الأمان الذي ننعم به نعمة تستحق منا أن نوقف الفاسدين عند حدهم و المتسلقين عن تسلقهم لجدران الوطن و اللصوص عن سرقاتهم المتكررة . الذين ينساقون بالقسر لا يصدقون أبدا و لا يحبون و لا يخلصون ، إن ما بين السلطان و الشعب شيء أكبر من الخوف و القوة ، انه الحب و التقدير و الاحترام و هذا ما يحاول البعض أن يدمره تماما فينا و لكن فشروا فنحن صادقوا الانتماء مرة أخرى جذورنا ممتدة من أقصى الطرة و الشجرة شمالا إلى أقصى أم الرشراش جنوبا و نحن ليس بيدنا سلطة و لا قوة و لكننا نزيد أننا لا نعترف بغربي النهر إلا بفلسطين من أقصى رأس الناقورة شمالا إلى أقصى بئر السبع جنوبا و متأكدون من وعد الله أن الكيان الصهيوني ليس إلا حالة طارئة إلى زوال قريب إن شاء الله . شكرا للأستاذ الكبير ليث شبيلات على موقفه الجري الوطني الصادق المخلص و شكرا لكل الإخوة المفكرين و الكتاب و الذوات الذين كتبوا و اتصلوا مؤيدين ، و حزب الجبهة ليس في معركة مع أحد ، نحن اصلاحيون وطنيون ككثيرين غيرنا في هذا الوطن العظيم الشريف وطن الحشد والرباط ، و انتمائنا للوطن و ولائنا للنظام لا يزاودن أحد علينا فيه ، نحن ضد الفساد و الفاسدين و المارقين و الهاربين و المهربين .