بدأ حجاج بيت الله الحرام نفرتهم إلى مزدلفة، بعد أدائهم ركن الحج الأعظم بصعيد عرفات، وذلك بعد أن خطب فيهم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبد الرحمن السديس خطبة عرفة، كما أكدت وزارة الداخلية السعودية عدم تسجيل أي ملاحظات. ومع غروب شمس اليوم الأحد، بدأ نحو مليوني حاج بالتوجه إلى منطقة مزدلفة، حيث يصلون المغرب والعشاء جمعا، ويقفون حتى فجر غد الاثنين العاشر من ذي الحجة. وقبل أداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في بمسجد نمرة بعرفات، استمع الحجاج إلى خطبة عرفة التي حذر فيها السديس من "تكدير صفو شعائر الحج"، وقال إن "أمن الحرمين وسلامة الحجيج خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها برفع شعارات سياسية أو نعرات طائفية". وخاطب السديس قادة الأمة الإسلامية وشعوبها قائلا إن الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأمة اليوم تلزمهم التضامن وتنسيق المواقف لحل قضاياها، "وعلى رأسها قضية فلسطين ومأساة إخواننا في بلاد الشام والعراق واليمنوغيرها". كما دعا إلى "الحوار والتناصح بالخير"، وحث قادة المسلمين على "معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصاف ورفع الظلم عن المظلومين". وبهذه الخطبة أصبح السديس أول خطيب لعرفة خلفا لمفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي اعتذر لظروف صحية، وهو الذي انفرد بإلقاء هذه الخطبة على مدى 35 عاما منذ تعيينه خطيبا لمسجد نمرة. لقطة عامة من جبلعرفات(الجزيرة) تسهيلات وأمن ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي عدم تسجيل أي ملاحظات تعكر صفو الحج. واعتمدت وزارة الحج هذا العام خطوات وإجراءات جديدة، من أبرزها تطبيق مشروع "السوار الإلكتروني" للتعرف على الحجاج بسرعة، لا سيما غير المتحدثين بالعربية منهم. كما تطبق الوزارة مناهج جديدة لتسهيل حركة الحجاج بشكل آمن، آخذة في الاعتبار حركة الحشود وحتمية الالتزام بالجداول الزمنية ومواقع مخيمات الحجاج وبوابات الخروج، اعتمادا على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات وتحليل القراءات الميدانية. وعلى الصعيد الصحي، نشرت وزارة الصحة أكثر من 150 فرقة طبية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة، حيث تتجول بين الحجاج في مواقع مختلفة لتقديم الخدمات الصحية وتوجيه الحجاج إلى المراكز الصحية القريبة. وهيأت وزارة الصحة 25 مستشفى لتقديم الخدمات الصحية في مناطق الحج سعتها خمسة آلاف سرير. وإلى جانب المستشفيات يوجد 158 مركزا صحيا دائما وموسميا في مناطق الحج للمشاركة في خدمة الحجيج. و تجاوز عدد الحجاج هذا العام 1.85 مليون حاج، منهم مليون و325 ألفا من خارج السعودية، بحسب المصادر الرسمية.