إعداد: خنساء الزبير يعمل البعض جاهدين لخسارة الوزن والحصول على الوزن الطبيعي الذي يناسب طول قامتهم أو عمرهم، ولكن في كثير الحالات تبوء تلك المحاولات بالفشل، ويحتار الشخص إزاء عدم تحقق رغبته، بالرغم من اتباعه كل ما يقرأ أو يسمع عنه من طرق تعين في ذلك، ولا يعلم أن هنالك أسباباً تعوق تحقيق الهدف، يتعلق معظمها بالعادات الغذائية التي يتبعها، وبالتالي بعض الأسباب التي تنطبق جميعها أو بعضها على الشخص، ولا يدري بذلك، وتكون هي السبب الذي يعوق مسيرته لخسارة الوزن التي إن تمكن من تحقيقها فإنه يتقي بذلك الكثير من المشكلات الصحية. الأكل الشره بعد ممارسة الرياضة: شكل التساؤل عن (هل الرياضة تساعد في خسارة الوزن؟) أطروحة لمئات الأبحاث التي أجريت على آلاف المتطوعين، وطبقت عليهم جميع الطرق التي تزيد من مجهودهم البدني، وكانت النتائج أن البعض خسر كيلوجرامات قليلة، والبعض الآخر اكتسب كيلوجرامات قليلة، فيما لم يجد البعض الثالث أي تغيير في الوزن، فبالرغم من أن المجهود البدني له آثار إيجابية على الصحة كزيادة الكتلة العضلية وغير ذلك، فإنه لا يؤدي إلى خسارة الوزن، بل على العكس فإن ممارسة الرياضة تجعل الشخص في حالة من الجوع تجعله يأكل المزيد من كميات الطعام لسد الجوع، ولأن تناول السعرات الحرارية أسهل من حرقها فإن ذلك يؤدي إلى اكتساب المزيد من الوزن، فعلى سبيل المثال إذا مارس الشخص رياضة الجري الخفيف لمدة 30 دقيقة وحرق 200 سعرة حرارية، فإنه يعوض تلك السعرات الحرارية الـ200 بعد دقيقة واحدة فقط، بتناوله مشروباً عالي السعرات الحرارية كمشروب الطاقة، كما أن هنالك نظرية تقول إن الشخص كلما زاد نشاطه في الوقت الحالي، كان أكثر خمولاً في الوقت التالي. قام 37 متطوعاً لإحدى الدراسات من البدناء، بمختلف مستويات النشاط البدني (نشاط عالٍ، ونشاط خفيف، والراحة التامة)، وذلك على مدى ثلاثة أيام في الفترات الصباحية، وكما هو متوقع فقد أحرق أولئك المتطوعون سعرات حرارية أكثر أثناء قيامهم بالنشاط البدني مقارنة بوقت الراحة، ولم يختلف مقدار السعرات الحرارية المحروقة خلال اليوم باختلاف النشاط البدني. الجسم لديه نقطة ضبط طبيعية: قامت إحدى الدراسات بإجراء التجربة على الفئران لكشف النظم المعقدة التي تتحكم بوزن الجسم، ووجد أن تلك الفئران، بعد أن صومت لعدة أيام، وخسرت الوزن كما هو أمر متوقع، وبمجرد السماح لها بالعودة إلى تناول الطعام باتت تأكل حتى استعادت الوزن الذي خسرته أثناء فترة الصوم، وعندما أجبرت على تناول الطعام واكتسبت الوزن أصبحت تحاول بعد ذلك اجتناب تناول المزيد منه إلى أن خسرت الوزن الذي اكتسبته وعادت إلى الوزن نفسه الذي كانت عليه، ويتضح من ذلك أن لجسم الحيوان مقدرة على تحديد الوزن الذي يريد أن يكون عليه، وأن للجسم البشري نقطة ضبط طبيعية تعمل على ضبط وزن الجسم ضمن مدى معين، تماماً كما يعمل جهاز تنظيم الحرارة الذي يعمل على ضبط درجة الحرارة داخل حيز محدد ضمن مدى معين، وعندما يقوم الشخص بتعديل أو تغيير في نظامه الغذائي، فإن الجسم يستجيب لذلك، فعلى سبيل المثال إذا قلل من كمية الطعام التي يتناولها فإن الجسم يزيد من الإحساس بالجوع وحتى يتحايل الشخص على تلك المقاومة الداخلية من الجسم بمحاولة تغييرها، حيث يجب التركيز على نوع الطعام أكثر من التركيز على السعرات الحرارية التي يحتوي عليها، فالتأثير البيولوجي للطعام هو ما يحدث الفرق فيما يتعلق بكل من الإحساس بالشبع أو بالجوع، ومستوى نشاط الجسم، وخسارة أو اكتساب الوزن، والحفاظ على صحة الجسم أو التعرض للأمراض. وجبة الإفطار غير الجيدة: ليست كل وجبات الإفطار سواء، ذلك ما توصلت إليه دراسة أجريت على 12 حدثاً من الذكور، قُدمت لهم 3 وجبات إفطار مختلفة في 3 أوقات مختلفة، وجميع تلك الوجبات تحتوي على السعرات الحرارية نفسها، ولكنها تختلف في نوع وكمية الكربوهيدرات، وكان نصيب المجموعة الأولى منهم إفطاراً مكوناً من الشوفان سريع الذوبان وهو كربوهيدرات مصنعة بدرجة عالية، والمجموعة الثانية تناولت الشوفان الصلب وهو مصنع بدرجة أقل، فيما تناولت المجموع الثالثة الخضراوات والفواكه والبيض وهو إفطار يحتوي على بروتينات ودهون أكثر ويفتقر للحبوب وتقل به الكربوهيدرات، وعندما يحين وقت الغداء يترك لهم الخيار في اختيار الأطعمة التي يفضلونها وفي الكمية التي يريدون تناولها، ووجد أن المجموعة التي تناولت الشوفان سريع الذوبان في وجبة الإفطار تناولت كميات أكبر من الطعام في وقت الغداء (1,400 سعرة حرارية) مقارنة بالمجوعتين الأخريين، حيث تناولت مجموعة الشوفان الكامل 900 سعرة حرارية، و750 سعرة حرارية لمجموعة الفواكه والبيض، ومن ذلك يتضح أن وجبات الإفطار التي تتشابه في السعرات الحرارية نفسها يكون لها نتائج تختلف باختلاف نوعية وكمية الكربوهيدرات الموجودة بها، وذلك ما يفسر لماذا يتناول بعض الناس الوجبات اليومية نفسها ولكن يكتسب البعض أوزاناً أكثر. النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية: تدعم معظم توصيات خسارة الوزن النظرية التي تقول السعرات الحرارية هي السعرات الحرارية، ولكن الأمر في حقيقته هو أن تقليل السعرات الحرارية ليس هو ما يحتاج إليه الجسم، ولن يؤدي إلى خسارة الوزن، فعندما يبلغ الجوع بالشخص منتهاه، فانه لا يفكر بشيء غير الطعام، ويبدأ جسمه بالضعف، وبعدها يستسلم الشخص تماماً لإحساس الجوع، وإذا دخل في هذه الحلقة المفرغة بشكل متكرر فإن عملية الأيض تتأثر بذلك، وتصبح مهمة خسارة الوزن مهمة شبه مستحيلة، لذلك فإن الحذر في تناول ما نأكله يفوق أهمية الانتباه للسعرات الحرارية، فالأطعمة التي يطلق عليها البدائل الصحية أو قليلة الدهون كالحلوى والمخبوزات وصلصة السلاطة، جميعها تحتوي على سكريات أكثر ومغذيات أقل، فالأفضل من احتساب السعرات الحرارية هو التفكير في كيفية تأثير هذا الطعام أو ذاك في الجسم، فقد وجدت دراسة حديثة أن الكربوهيدرات المصنعة بدرجة عالية تؤثر سلباً في عملية الأيض وفي وزن الجسم بطرق أخرى بعيداً عن السعرات الحرارية، والدليل على ذلك أن زيت الزيتون والمكسرات والشوكولاتة الداكنة تساعد في الوقاية من البدانة وداء السكري وأمراض القلب، بالرغم من أنها ذات سعرات حرارية عالية جداً. استخدام المحليات الاصطناعية: بالرغم من أن بعض المحليات الصناعية تحتوي على السكرين كمادة بديلة للسكر وتخلو تماماً من الفركتوز والجلوكوز، فإن لتلك المحليات تأثيراً سلبياً في الجسم، فهي تحتوي على مواد صناعية كيماوية تحفز مستقبلات التذوق تجاه الطعم الحلو بآلاف المرات أكثر من السكر الطبيعي، الأمر الذي يؤثر في النظام الغذائي، حيث يجد الشخص الذي يعتمد على المحليات الاصطناعية أن الأطعمة الحلوة طبيعياً، كالفواكه مثلاً، أقل حلاوة، وأن الأطعمة ذات الطعم الطبيعي غير الحلو، كالخضروات مثلاً، طعمها غير مستساغ، ومن ناحية أخرى فقد وجد أن المحليات الاصطناعية تحفز الإحساس بالجوع من خلال زيادة معدلات الأنسولين بالجسم وتحريك السعرات الحرارية بالخلايا الدهنية، لذلك فإن أفضل الطرق لإشباع الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة هي تناول الفواكه الطبيعية الطازجة، كما يمكن استبدال السكر بالعسل الطبيعي لتحلية الأطعمة. إطلاق العنان لرغبات الطعام: عندما تتراجع معدلات السعرات الحرارية بالدورة الدموية يطلق الدماغ صافرات الإنذار التي تحفز الإحساس بالجوع والرغبة في تنال أطعمة بعينها كالكربوهيدرات المصنعة بدرجة عالية مثل البطاطا المقلية والمخبوزات والحلويات، وذلك لأنها تشبع رغبة الجوع بسرعة، ثم يلي ذلك ساعات يكون فيها الجسم في حالة سيئة، مما يجعل الرغبة في تناول تلك الأطعمة تعود مرة أخرى ليدخل الشخص في حالة من الإدمان على تلك الأطعمة، وعندما يتمكن ذلك الشخص من إلغاء الكربوهيدرات المصنعة بدرجة عالية من نظامه الغذائي، فإنه يجد تحسناً كبيراً في عاداته الغذائية. المفهوم الخاطئ للملح: تابعت إحدى الدراسات الحديثة عدد 100,000 شخص لمدة 4 سنوات فيما يتعلق بتناولهم للملح، والذي يتراوح بين 3 و6 جرامات، وهي مقدار يفوق الموصى به من قبل الجهات الصحية، ووجد أن أولئك الأشخاص كانوا أقل عرضة لأمراض القلب الوعائية، وذلك يعني أن من تعرضوا لتلك الأمراض لم يكن بسبب الملح وإنما بسبب قابليتهم للإصابة بتلك الأمراض، ووجد من قبل أن تقليل الملح يؤثر سلباً في ضغط الدم وربما في عملية الأيض، ولكن لا تعني تلك النتائج أن الأطعمة الجاهزة التي تحـــتوي على كمـــيات كبــــــيرة من الملح بريئة من الآثار الصحية السالبة. من الطرق التي يمكن بها السيطرة على معدلات ضغط الدم تقليل كميات السكر، والكربوهيدرات المصنعة بدرجة عالية، وتقليل حدة التوتر، وزيادة النشاط البدني.