تواصل – الرياض: أكد عدد من المهتمين وأساتذة مدارس أولية أن تدنياً واضحاً في التعليم يمر به طلاب الصفوف الأولية بالمملكة، وأن هذا التدني تتعدد فيه الأسباب ما بين قصور مؤسسي في تدريب وتأهيل المعلمين، وما بين تقصير من أولياء الأمور في متابعة الأبناء، فيما تذهب آراء أخرى إلى أن الطلاب أنفسهم غير حريصين على التحصيل في ظل توفر جواذب التكنولوجيا من هواتف وإنترنت وغيرها في أيديهم؛ ما يجعل الطلاب يميلون للهو أكثر من الاهتمام بالعملية التعليمية، بجانب الضعف في الإشراف التربوي والمناهج الدراسية. ويؤكد عبدالمجيد القحطاني، وهو مدير مدرسة أولية، أن مشكلة تدني مستويات التحصيل الدراسي لدى طلاب الصفوف الأولية تكمن في ضعف مهنية بعض المعلمين، والقصور الحاصل في إعدادهم وتأهيلهم. وقال: الحاجة إلى وجود المعايير مطلب في إصلاح المشكلة، ودور هيئة تقويم التعليم العام في تحديد حجم وعلاج هذه المشكلة هو دور محوري بلا شك، وأثق باحترافية وخبرات القائمين على تطوير أساليب التقويم التربوي للتعليم العام في الهيئة، بدءاً من وضع الاختبارات وفق أدوات قياس مقننة تلائم كل مرحلة تعليمية، وتتناسب مع البيئة التعليمية السعودية، وحرصها الدائم على عدم الإخلال بشروط الجودة التعليمية في بناء نماذج الاختبارات الوطنية. في حين أشار طارق الصباح، رئيس قسم اللغة الإنجليزية بتبوك، إلى أن تدني مستوى التحصيل الدراسي في الصفوف الأولية يقف أمام سببين الأول هو عدم رغبة معلم الصفوف الأولية بالمرحلة التي يدرسها، والثاني هو أن توزيع المعلمين على المدارس من شؤون المعلمين حيث أُقحم البعض في مرحلة ليست مناسبة له. إلى ذلك يقول عبدالله بن رشيد الدريبي، عضو المجلس التعليمي بمنطقة الرياض – سابقاً، خبير الصفوف الأولية: إنني أرى من واقع تعليمي للصفوف الأولية لـ 20 سنة: أن المناهج الحديثة صعبة مقارنة بمستوى النمو لدى الأطفال، والغالب منهم لم يدخل للروضة وهذه من الأسباب الأساسية. وأكد على أن ضعف الدافعية للتعلم من قبل الطلاب دافعه وجود المشغلات التقنية في المنزل، والبدائل الملهية، بجانب ضعف الدافعية لدى أولياء الأمور لتعليم أبنائهم، ويتحقق ذلك في عدم المتابعة والسماح لهم بالغياب متى شاء الطالب. من جهتها تشير نورة الجهمي، قائدة الثانوية السادسة مقررات بيشة: أنه من الأسباب رفض شريحة كبيرة من المعلمات والمعلمين القدماء التغيير في استراتيجيات التعليم الحديثة، والتنمية المهنية لرفع مستوى الأداء، واكتفاؤهم بالخبرات الحالية، إضافة إلى ذلك فالأغلبية منهم تحمل شهادة الدبلوم أو المعهد، ولا يوجد للأسف أدوات تقييم لهذه الشريحة أو آلية تطوير مخططة من الجهات العليا لتفعيل دور المعلم وقياس أثر تعليمه، أضف إلى هذا غياب دور المرحلة التمهيدية لطلابنا، إما لعدم اهتمام الأسرة، أو لعدم جدية بعض الروضات في التهيئة الأولية للطلاب.