نقل زوار رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عنه قوله إن «السلة المتكاملة من شأنها توفير الحلول للمشكلات القائمة». واعتبر بري أن مجرد التفكير بالعودة إلى قانون الستين، هو «بمثابة تمديد جديد للتمديد القائم»، محذراً من «عدم التوصل سريعاً إلى تفاهم حول قانون انتخابي ترضى به أكثرية اللبنانيين». ورأى بري وفق ما نقل عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، «في النتائج البلدية والاختيارية، بداية تحول في المزاج الشعبي، نتيجة التراخي في الاستجابة لمتطلبات المرحلة، وأخذ حاجات المواطن بعين المسؤولية والاعتبار». وقال: «لقد حذرت وأنذرت من انتفاضة شعبية على عقم المحاولات الآيلة إلى الحفاظ على الستاتيكو القديم من دون الأخذ بمتبدلات الأجيال، وأن لا بد من انتفاضة استباقية من موقعي، لئلا تقع الواقعة والوقيعة بين الدولة والناس». والتقى بري وفد «الجماعة الإسلامية» برئاسة أمينها العام عزام الأيوبي ضم رئيس المكتب السياسي أسعد هرموش والنائب عماد الحوت. وقال هرموش باسم الوفد إن «الإنجاز الديموقراطي الحر للانتخابات البلدية، أظهر مساوئ الطبقة السياسية والعجز الحاصل على مستوى الأداء في الخدمات وفي الإنماء وعلى كل المستويات التي حركت الناس للاعتراض في كل لبنان على هذا التراكم التاريخي في الواقع السياسي اللبناني، وتمظهر بعجز النظام اللبناني عن إنتاج نفسه من جديد». وأضاف: «نحن نعول كثيراً على دور الرئيس بري الوطني الكبير في إعادة إطلاق مخارج الحلول عبر هيئة الحوار الوطني سواء من خلال العودة إلى ما يسمى النسبية الكاملة أم بالنظام المختلط أم بالنسبية على أساس الدوائر الـ 13، أم بالدعوة فوراً وفق القانون الحالي، على أن يكون هناك تعهد بانتخاب رئيس الجمهورية»، لافتاً إلى أن «كل الأجواء تشير إلى أن كل القوى السياسية باتت على قناعة بأنه يجب الخروج من هذا الواقع المأسوي». إلى ذلك وصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الوضع السياسي في لبنان بـ «حال عقم مُخيفة تؤدي إلى نتائج غير مثمرة»، محذراً من «تفاقم هذا الوضع الذي يجعل أرضنا تخرج عقارب في السياسة». ولفت في تصريح إلى أن «نجاح طاولة الحوار أو أي لقاء على صلة بصدق المتحاورين لجهة عدم الهيمنة على الآخرين أو السعي لنجاح المشاريع الخاصة بقانون الانتخاب على قياسهم على حساب المشاريع الوطنية»، مثنياً على «دور الرئيس بري الذي لديه القدرة على الابتكار، فهو يقدم أفكاراً إيجابية ويعمل على امتصاص الحماوة». وأكد درباس أن «طرابلس لم تعد تحتمل تطرفاً وليس هناك غير الرئيس سعد الحريري باستطاعته لجم التطرف، لأنه منفتح على كل الطوائف وهو ليس حالة تختصر بنتائج انتخابات بل يُشكّل حالة عامة للاستقرار والاعتدال، وكل من حاول أو يحاول تقليص حجمه ودوره في الحياة السياسية لن ينجح، فالانتخابات البلدية وضعت الطبقة السياسية في مأزق جديد، وعليها اليوم القبول بانتخابات نيابية»، مشيراً إلى أن «الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية أسهل من الاتفاق على قانون انتخاب»، مرجّحاً «البقاء على قانون الستين». ولفت إلى أن «التحالف الثنائي المسيحي قام بجهد كبير ليكون صاحب اليد العليا في مناطقه إلغاءً للجميع، وما حدث في طرابلس مختلف إلا أنه ينتمي إلى النوع نفسه من الهيمنة، لكنها هيمنة تقوم على الاستخفاف الكبير، إذ اعتقد المتحالفون أن بمجرد اتحادهم سيلغون الصوت الآخر، إلا أنهم فوجئوا بأن الصوت الآخر يُعبّر عن نفسه بطريقة أو بأخرى». واعتبر أن «ما حدث يستدعي دراسة جدية من قبل كل الأفرقاء السياسيين، خصوصاً أن مدينة طرابلس لا تخلع جلدها أو صاحبها وتقول لأهلها أنها مدينة خضعت على مدى 40 عاماً لخضات عنف، ولم تحصل على أي اهتمام يذكر، حيث انتشرت الفوضى وانتهكت المصالح العامة واستبيحت الشوارع».