استقبل طوارئ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم حالة طبية طارئة لمريضة تبلغ من العمر 83 عاماً، كانت تعاني من إعياء عام شديد وغثيان وقيء مستمر وآلام حادة في البطن، بالإضافة إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية، وهو ما استدعى تحويلها للعناية المركزة؛ للسيطرة على الحالة قبل إجراء جراحة لها استغرقت 5 ساعات. وخضعت المريضة فور وصولها لعدد من الفحوص التشخيصية الدقيقة تمثلت في التحاليل المخبرية وتخطيط القلب (ECG) والتصوير بالرنين المغناطيسي (M.R.I) على البطن والقنوات المرارية وأشعة تليفزيونية لعضلة القلب (ECHO)، وأوضحت النتائج إصابتها بقصور حاد في الدورة الدموية أدى إلى ضعف عضلة القلب، وكذلك وجود عدة حصوات تسببت في التهاب المرارة وحدوث انتفاخات شديدة. ونظراً لتقدم عمر المريضة والتدهور الشديد في حالتها الصحية بشكل عام، تم تشكيل فريق طبي مكون من استشارييي أمراض القلب والجراحة العامة والتخدير والعناية المركزة؛ للوقوف على الحالة وتحديد الخطة العلاجية، وبعد دراسة الوضع الصحي تم تحويل المريضة للعناية المركزة ووضعها تحت أجهزة المراقبة الدقيقة وعمل العلاجات السريعة الخاصة بقصور الدورة الدموية والالتهاب المراري. وبفضل من الله نجح الفريق الطبي في السيطرة على الأعراض المرضية بشكل متميز، وتم تجهيز المريضة لإجراء عملية جراحية استغرقت 5 ساعات ونصفاً باستخدام تقنيات المنظار لاستكشاف البطن واستئصال المرارة والحصوات، وكذلك معالجة القصور الحاد المكتشف في الأمعاء الدقيقة بإزالة الجزء المتضرر وإعادة توصيل الأجزاء السليمة بعضها ببعض، وقد تكللت جهود الفريق الطبي والجراحي بالمستشفى بنجاح كبير ولله الحمد. بعد ذلك تم نقل المريضة لوحدة العناية المركزة ICU للاطمئنان على مؤشراتها الحيوية، وأظهرت التقارير الطبية بعد العملية وجود تحسن تدريجي في القلب والوضع الطبي العام، وبتكثيف الفحوص والمتابعة الطبية للمريضة تبيّن تحسنها الكامل وانتهاء كل الأعراض السابقة المتمثلة في الآلام والشعور بالغثيان والقيء. وخرجت المريضة من المستشفى بعد أن اطمأن الأطباء على وضعها الصحي وهي بخير حال، وبدأت تمارس حياتها بصورة طبيعية.