في خطوة من شأنها أن تعزز نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،صوت البرلمان التركي، أمس، بأغلبية ثلثي أعضائه لصالح رفع الحصانة عن 138 نائباً بينهم معظم نواب حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد وهو ما اعتبره الحزب تحدياً لإرادة الشعب معلناً رفضه ديمقراطياً على حد وصفه. وأثارت الخطوة قلق النواب الموالين للأكراد الذين يعتبرون انفسهم مستهدفين، حيث اعتبر رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديمرتاش رفح الحصانة عن النواب تحدياً لإرادة الشعب ولا يمكن قبوله ديمقراطياً. انسحاب الأكراد وقبيل التصويت انسحب نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي لتيار يسار الوسط مع 133 نائباً آخرين احتجاجاً على تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان أخيراً بأن تركيا لابد أن يكون لها دستور إسلامي. وهتف النواب لدى انسحابهم من الجلسة:تركيا علمانية وسوف تظل علمانية. وأعلن كهرمان أن المشروع الذي قدمه الحزب الحاكم نال بالاقتراع السري تأييد 376 نائباً من أصل 550، أي ما يتجاوز ثلثي الأعضاء، ما أتاح اقراره في شكل مباشر. ولا يزال النص يتطلب موافقة الرئيس رجب طيب اردوغان ليدخل حيز التنفيذ. وبذلك، بات بإمكان السلطات التركية ملاحقة 138 نائباً من كل الأحزاب الممثلة في البرلمان، بينهم 50 من اصل 59 ينتمون الى حزب الشعوب الديمقراطي. ويعتبر الحزب المذكور الذي تتهمه السلطات التركية بانه واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني ان هذا الإصلاح الدستوري يهدف الى اقصائه من البرلمان حيث يشكل حالياً القوة الثالثة. ومن شأن إضعاف حزب الشعوب الديمقراطي ان يخل بتوازن البرلمان لمصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يشهد نقاشاً حول تعزيز صلاحيات الرئيس بمسعى من اردوغان على وقع اتهامات يسوقها معارضوه بانه ينوي اسكات اي صوت معارض. تصويت تاريخي واشاد اردوغان بما اعتبره تصويتاً تاريخياً على هذا التعديل المثير للجدل والذي أدى الى عراك خلال القراءة الأولى له أمام لجنة نيابية. وصرح اردوغان في ريزه (شمال شرق):شعبي لا يريد أن يرى في هذا البرلمان نواباً ارتكبوا جرائم... خصوصاً الذين يدعمون التنظيم الإرهابي الانفصالي، في إشارة الى حزب العمال الكردستاني المحظور. قلق ألماني وقبل اعلان نتيجة التصويت النهائية، اعربت برلين عن قلقها حيال الاستقطاب الذي يشهده الجدل السياسي الداخلي معلنة ان المستشارة انجيلا ميركل ستبحث وضع الديمقراطية مع اردوغان بعد غدٍ الاثنين في اسطنبول حيث ستعقد اول قمة انسانية عالمية. وقال ستيفن سايبرت الناطق باسم ميركل:من اجل الاستقرار الداخلي لأي ديمقراطية، من المهم ان تكون جميع المكونات الاجتماعية ممثلة ايضا في البرلمان. ومجمل هذه القضايا ستكون بالتأكيد جزءاً من العناوين التي ستتناولها المستشارة مع رئيس تركيا.