يشكو كثير من الأمهات أن أطفالهن لا يستمعون إلى أوامرهن، ولا يرضخون لنصائحهن، ودائماً تردد الأمهات أن أطفالهن يلجؤون إلى العناد كثيراً، ولا ينفذون كلامهن، ويصرون على تصرف معين، ما يسبب لهن كثيراً من الحرج، ولا يعرفن كيفية التصرف معهم أو أسباب ذلك العناد. وأصدرت إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، دراسة عن عناد الأطفال وكيفية التعامل معه، توضح فيها أن الأطفال يمرون في إحدى مراحل النمو، ولفترة وجيزة بسلوك العناد، الذي ربما يبقى سلوكا ثابتا لدى البعض. وهو ظاهرة تظهر بداية من سن الثانية كردة فعل على إصرار الوالدين لتنفيذ أمر من الأوامر، فيأتي العناد لإثبات ذواتهم والتعبير عن رغبتهم في تنفيذ ما يوجه إليهم من طلبات، أو بغرض لفت الانتباه إليهم، نتيجة لإهمال الوالدين لهم. وتشير الدراسة إلى أن كلّ طفل هو عنيد إلى حد معين، لأن من طبيعته اختبار البيئة المحيطة به، لكي يعرف مداه، والطفل في سنواته الأولى يكون في رحلة داخلية ممتعة لاكتشاف ذاته وكل ما حوله، بدءاً من الحركات والألوان والأصوات، ويكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة على التفكير واتخاذ القرار بنفسه، وأن لديه القدرة على رفض ما لا يعجبه. وتؤكد الإدارة في دراستها، أن هذه الصفة تبرز لدى الأطفال الذين ينشؤون في أسر صارمة تصر على تنفيذ أوامرها، أو لدى أطفال يحظون بالحماية الزائدة فيلجؤون للعناد للتحرر والخروج من الدائرة المسموح بها وتأكيد الاستقلال عن الوالدين، أو ربما يكون بسبب الغيرة وشعورهم بأن حقهم مهضوم، ويمكن أن يكون بسبب إهمال الوالدين للطفل، وكأنه غير موجود فيلجأ للعناد رغبة منه في لفت نظر والديه. وترى الدراسة أن أفضل طريقة للتعامل مع العناد هي الثبات على المبدأ وأن يتفق الأبوان مسبقاً على المسموح به والمرفوض، إلى جانب وضع معايير سلوكية وتعليمات محددة وإيجابية تساعد الطفل على معرفة دوره بوضوح. وتنصح إدارة مراكز التنمية الأسرية، الآباء بالتعامل بحزم وهدوء والتحلي بالصبر الجميل، وألا يُقابل صراخ الطفل بالصراخ، واستخدام أسلوب الحوار الذي يتناسب مع الموقف وعمر الطفل، فضلاً عن الاعتدال في التعامل معه بين ترك مساحة له للاختيار وبين ما هو ضروري للقيام به.وتؤكد أن كلمة لا التي تُوجه للطفل بحدة ربما تأتي بنتائج عكسية، لما يريده البعض. تقدم إدارة مراكز التنمية الأسرية عدة إرشادات ونصائح للأبوين في كيفية التعامل مع سلوك العناد، نستعرضها في النقاط التالية: } عدم إعطائه عدة أوامر في نفس الوقت. } تجنب أن يكون الأمر يحرمه من حاجة يريد إشباعها أو يتعارض مع بعض رغباته. } تعزيز الطفل ومكافأته عند قيامه بما يطلب منه مباشرة. } متابعة تنفيذه للمهمة بأسلوب بعيد عن السيطرة المباشرة. } تجنب الرضوخ لمطالب الطفل عندما يصمم عليها. } الابتعاد عن الرفض المتكرر لكل ما يفعله حتى لا يكرر طلبه بطريقة مزعجة. } الابتعاد عن أسلوب التوبيخ والرد على الصراخ بمثله. } تخصيص وقت يومياً لإعطاء الطفل اهتماماً خاصاً، أثناء لعبه أو وقت نومه حيث يعتبر أنسب وقت لتكوين علاقة قوية معه. } ضرورة ابتعاد الأبوين عن التسلط، ويجب توقع ألا تكون هناك طاعة فورية، فضلاً عن ضرورة إعطاء تنبيه مسبق للطفل، مثلاً إعلانه بأنه يتبقى 5 دقائق على النوم، كما يجب السماح له بإبداء التذمر قليلاً وقت تنفيذه للأوامر. } إشعار الطفل بأن الأبوين يتوقعان منه الطاعة، وليس غير ذلك. } الانتباه للأسلوب، ونبرة صوتك ولاختيار الكلمات التي ربما تؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء ما يجعله يستدعي المعارضة. } تجنب وصفه بالكسل، أو قول: اذهب ونظف هذه الفوضى، ولكن يجب تقديم الأوامر له بهدوء وبلطف، ومن دون تشدد أو تسلط. } التربيت على كتف طفلك أو احتضانه بحنان، ثم الطلب برجاء القيام ببعض الأعمال التي من المفترض أن يفعلها. } أخيراً: العناد سلوك ينقله الطفل عن المحيطين به وأن التشجيع والمكافأة وسائل لإقناع الطفل.