قالت نورا مولر مديرة العلاقات الدولية لمؤسسة كوربر الألمانية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لـ«عكاظ»، إن الضربات الجوية الأمريكية الحالية التي أقرها الرئيس أوباما على تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق، ساهمت في تجنب مذبحة الأقليات الدينية وحماية الدبلوماسيين الأمريكيين والمستشارين العسكريين في أربيل وشمال العراق. وأوضحت أن الضربات الأمريكية، استهدفت أكثر من 70 هدفا تابعا لتنظيم «داعش»، ومن ضمنها نقاط تفتيش ومستودعات للأسلحة والمركبات، وساهمت هذه الضربات في كسر الحصار عن أفراد الطائفة الإيزيدية في جبل سنجار، بالإضافة إلى استعادة السيطرة على سد الموصل الهام استراتيجيا. وأضافت: إن الضربات أصابت قدرات «داعش» العسكرية بالشلل وحالت دون حرية التنقل لديها، لا سيما في المناطق المفتوحة، وعلى هذه الخلفية، هو من المحتمل أن تنسحب قوات تنظيم «داعش» إلى مناطق ذات كثافة سكانية. وأضافت بأن ردة فعل التنظيم على هذه الضربات، تمثلت في قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي بشكل وحشي وبث التهديدات بقتل المزيد من الأمريكيين، في محاولة يائسة لوقف استمرار الضربات الجوية الأمريكية، إلا أنها دعت بذل جهود سياسية ودبلوماسية مع الجهات المحلية الإقليمية المؤثرة، بالإضافة إلى تجفيف منابع الدعم المحلي والخارجي لهذا التنظيم. وبينت نورا، أن العملية السياسية ستكون عاملا مساعدا للقضاء على التنظيم، من خلال سياسة شاملة في العراق تسمح بتقاسم السلطة بشكل عادل بين جميع فئات الشعب والابتعاد عن سياسة التهميش ضد المكون السني في البلاد. وحول احتمالية توسيع نطاق الضربات الجوية الأمريكية لتصل إلى مواقع «داعش» في سوريا، قالت مولر: إن تقدم «داعش» في عدة مناطق بالعراق وحادثة مقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي قد تؤدي إلى تحول في سياسة واشنطن تجاه سوريا. وقد صرح وزير الدفاع تشاك هاجل قائلا: نحن نبحث في كل الخيارات لوضع حد لتوسع تنظيم الدولة الإسلامية. كما أشار الجنرال مارتن ديمبسي رئيس الأركان، إلى أنه لا يمكن هزيمة «داعش» دون استهداف التنظيم في سوريا. ولذلك فإن النقاد وصناع السياسة في واشنطن يناقشون حاليا ما إذا كانت الهجمات الجوية ضد أهداف «داعش» على الأراضي السورية تستلزم التنسيق مع الحكومة السورية. مشيرة إلى أن إدارة الرئيس أوباما تعتبر أن التواصل مع حكومة الأسد أمر غير مقبول.