الاحتفاء بالوطن استحقاق لا ينبغي أن يحظى به أو يدعيه من هو ليس بأهل له. الاحتفاء بالوطن في يوم الوطن تتويج لعلاقة لا يشوبها زيف ولا كذب ولا نفاق ولا ادعاء، لذلك كله فإن علينا في يوم الوطن أن نعرف من ينبغي علينا أن نمسك بتلابيبهم ثم نسألهم بأي حق يدعون المواطنة، وبأي وجه يحتفون بالوطن. إذا كان كل ما يرونه للوطن في رقابهم أن يحتفوا به في هذا اليوم، ثم يتناسون ما يوجبه عليهم الانتماء للوطن بقية أيام العام، بأي حق يحتفي بالوطن أولئك الذين لا يعرفون من الوطن إلا اسمه، ولا يفقهون من معاني الانتماء لهذا الوطن غير الاحتفاء باليوم الوطني. ليس من أولئك المزورين والمرتشين والمتنفعين من وراء وظائفهم العامة، والمستغلين لوظائفهم ومناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية أو نفوذ ذاتي أن يدعوا انتماء للوطن أو احتفالا بيوم الوطن. ليس لأولئك المهربين والمروجين للسلع الفاسدة والمغشوشة والمنتهية الصلاحية والمغالين في الأسعار والمتلاعبين في الأوزان والمعايير والمقاييس أن يدعوا حبا للوطن وليوم الوطن. ليس لأولئك المهملين والمقصرين والمتهاونين فيما يسند إليهم من مهام وما ينبغي عليهم القيام به من وظائف والمعطلين لمشاريع الوطن والمهدرين لمصالح الناس أن يدعوا حبا للوطن وانتماء له. ليس لأولئك الذين يأكلون أموال الناس بالباطل أن يدعوا حبا للوطن ليس لإولئك المزايدين والمتنطعين والمتشددين أن يحتفوا بالوطن اليوم الوطني مناسبة لا تتوقف عند الاحتفاء بالوطن، بل هو مناسبة لكي نعرف من هو الذي ينتمي لهذا الوطن، ويعرف معنى المواطنة حقا وصدقا لا زيفا وادعاء.