×
محافظة مكة المكرمة

جدة: مساهمون يستنجدون بـ«نزاهة» بعد اختفاء «صك» في كتابة العدل

صورة الخبر

ثمة حقيقة أقولها لقراء سوانح.. وهي انني مسكون بحب ماضي مدينة الرياض وأهلها الطيبين.. فلا أجد مناسبة إلا ووقفت على أطلال الرياض.. وصدى سنينها الحاكي.. ببوحٍ يفهمه (وقد) يُعجَبُ به قراء ممن هم في سني من كهول وشيوخ.. ولا يفهمه القراء من صغار السن وصغيراته.. وقد قيل ان ترديد وذكر المرء أو الإنسان لشيء ما.. دليل على محبة ذلك الشيء.. فأرجو المعذرة.. وفي العام 2000 كنت مسؤولاً في مجلة طبية.. حرصت أثناء عملي فيها.. ولمدة سنة.. أن ألقي الضوء على ماضي الرياض طبياً.. ومن كان يُعالج الناس.. فاستضفت في المجلة عدة أطباء مشهورين.. وممن كانوا على وشك التقاعد بعد ممارسة مهنة الطب لسنين طويلة.. فذهبت إليهم في عياداتهم برفقة مصور المجلة.. وكان أبرزهم الدكتور مناور أبا الخيل والدكتور تشانق رحمهما الله.. وطبيبة الأطفال الدكتورة حُسن آراٍ.. المعروفة لسكان شرق الرياض.. وكانت عيادتها (منذ أربعة عقود أو تزيد) وإلى الآن في أول شارع الثميري إلى اليمين.. ويحدها غرباً ساحة وساعة الصفاة وصيدلية شبيب آنذاك.. وذكري لاسم الصيدلية هنا لا يعتبر دعاية لها.. حيث لا وجود في الوقت الحالي لصيدلية بهذا الاسم (شبيب) إلا في ذاكرة من عايش الديرة والصفاة في عصورٍ خوالٍ وماضٍ لن يعود.. وأستغرب عدم انتشار صيدليات باسم شبيب.. فبيع الدواء بموجب النظام الحالي.. تجارة رابحة.. والدليل ان بين كل صيدلية وصيدلية تجد صيدلية قائمة أو ستقام.. ماعلينا.. ولكي تكتمل الصورة عن الطب والعناية الصحية في الرياض قديما.. تذكرت رجلاً (سعودي) فاضل كان جاراً لنا في حينا الطيني.. في القرينين.. ويعمل ممرضاً في المستشفى الشميسي.. ويلقب بالدكتور(دختور عند كبار السن) فقررت استضافته في المجلة.. ليروي قصة كفاحه ومشواره مع مهنة التمريض.. فبحثت عن رقم هاتفه لأعرض عليه الفكرة.. وإجراء لقاء صحفي معه.. بصفته من أوائل من امتهن مهنة التمريض في مدينة الرياض.. وعندما هاتفته وأبديت له رغبتي في إجراء لقاء صحفي معه.. ليروي قصة كفاحه ومشواره مع مهنة التمريض.. امتعض مني واستاء لطلبي.. قائلاً: إن مهنة التمريض فترة من حياته انتهت ونسيها.. ولا يُريدني أو أي أحد أن يذكره بأنه كان ممرضاً فيما مضى.. فاستغربت لكلامه.. لأنني كنت أعتقد انه سيرحب بي ويفتخر بماضيه.. ويوافق على إجراء اللقاء (اللي ما له ماضي ما له حاضر) أو اللي ماله أول ماله تالي.. فليته وافق.. ولو فعل ذلك.. لكنت ذكرت اسمه هنا في سوانح اليوم.. مفاخراً ومشيدا به.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق للطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.