×
محافظة المنطقة الشرقية

تخريج دورة المهارات الأساسية للترقي للضباط بشرطة الشارقة

صورة الخبر

منذ القدم عرف عنه كداء ضل يفتك بالإنسان، حتى مطلع الخمسينيات الميلادية الماضية عندما اكتشف علاج لهذا المرض، والمسمى بالسل أو الدرن، فيعتبر السل أحد الأمراض التنفسية المعدية والتي تمتلك خاصية الانتقال عن طريق الهواء بسهولة من إفرازات رئة المريض إلى من حوله، فعند إصابة الشخص السليم فإن الإصابة غالباً ما يتم اكتسابها عن طريق المجاري التنفسية، لتستقر الجرثومة بعد ذلك في أعماق الرئة، ويبدأ دور المناعة هنا؛ إما أن تتخلص من السل، أو تبقيه كامناً، وفي حالة نزول المناعة فإن السل ينشط وتكون أعراضه ظاهرة على المريض، ويجب الإشارة إلى أن السل قد ينشط في أماكن أخرى غير الرئة وتكون أعراضه طبقا لمكان الإصابة من التهابات العظام والأمعاء أو التهاب الجهاز العصبي. لذلك من الضروري معرفة مرضى السل النشط وتشخيصهم لمعرفة طرق الوقاية، وخصوصاً إذا ما كانت الإصابة في الرئة أو المجاري التنفسية، حيث تنتشر جزيئات بكتيريا السل في الهواء المحيط أثناء حديث الشخص المصاب أو سعاله، ويساعدها خفة وزنها في البقاء معلقة في الهواء لفترات أطول نسبيا، مما يجعلها خطراً على الأشخاص الغير مصابين، لهذا السبب تبرز أهمية التوعية بكيفية الوقاية من السل خاصة للأشخاص أكثر عرضة للعدوى. فالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، هم المصابون بفيروس نقص المناعة، مرضى السكري، مرضى السرطان والذين تتم معالجتهم بالأدوية الكيميائية، والأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة أعضاء ويتم إعطاؤهم أدوية مثبطة للمناعة، أو المسافرين إلى المناطق التي تكثر فيها حالات الإصابة بالدرن مثل: جنوب أفريقيا، الهند، الصين، المكسيك، وبعض دول شرق آسيا، والتواجد بشكل يومي مع شخص مصاب. فبداية الوقاية تبدأ من التشخيص الصحيح لحالات السعال المزمنة، بوجود الحمى أو بدونها وعدم اهمالها وبحث أسبابها والتأكد من فحص السل، وذلك لعزل المريض وعلاجه قبل أن ينقل العدوى للغير، وكثير من الحالات تشخص في وقت متأخر وتكون العدوى قد انتقلت لأشخاص آخرين. ثانيا، العزل التنفسي المناسب للمريض؛ فيكون المريض في غرفة مخصصة سالبة الضغط، بحيث أن الهواء لا يتسرب إلى أقسام المستشفى وإنما إلى الخارج بعد تصفيته، ومدة العزل تتراوح من أسبوعين إلى أكثر، ويحددها حالة المريض وسرعة استجابته للعلاج، ولا يلزم المريض البقاء كامل المدة في المستشفى، فعندما يكون قادراً على اتباع التعليمات ووجود بيئة مناسبة في المنزل، واستعداد المخالطين بأخذ الاحتياطات اللازمة، يمكنه الخروج ولكن ينصح المصاب بالدرن النشط بالأمور التالية: • البقاء في المنزل، وفي غرفة خاصة (خصوصًا في الأسابيع الأولى من العدوى). • تهوية الغرفة بشكل مستمر. • تغطية الفم والأنف عند الحديث أوالعطس أوالسعال. • ارتداء الكمامة عند التجول أو التواجد مع أشخاص آخرين. • الحرص على أخذ الدواء في أوقاته المحددة ولمدة العلاج الكاملة. ويجب الإشارة إلى أن السل الكامن أو النشط في مكان غير الرئة أو المجاري التنفسية لا يستوجب العزل التنفسي في أغلب الأحوال إلا إذا قرر الطبيب المختص. أخيرا ينبغي الحذر عند التعامل مع أي من مصادر العدوى المحتملة؛ كالالتزام بتعليمات وشروط الزيارة لمريض السل المنوم في قسم العزل، وذلك بلبس الكمامات والملابس المخصصة، أيضا الالتزام بتعليمات الوقاية والنظافة العامة عند السفر للبلدان الأجنبية التي يكثر فيها السل والأمراض التنفسية الأخرى، وذلك بتجنب وسائل انتقال العدوى كمشاركة الطعام والشراب، والمصافحة والتقبيل مع الأشخاص الذين يظهر عليهم أعراض مشابهة، بالإضافة إلى تجنب استخدام دورات المياه العامة غير النظيفة. * قسم الأمراض المعدية