ابتسامة ليث توشحت نظرات عزة، بدأت جلية على وجوه الحزم في ختام رعد الشمال، صدحت برسالة مفادها إذا رأيت نيوب الليث بارزة، فلا تظنن أن الليث يبتسم. ففي يوم الرعد العظيم حضر شموخ التحالف ليلقي بظلال الرعب على حطام طموحات المد الصفوي في المنطقة، فولد سدا عظيما ينسف ما يأفكون، مرسلا تحذيرا عمليا لكل متربص يحاول المساس بأمن دول التحالف. في ظهيرة أمس الشاهد اجتمع القادة المشاركون في التحالف، واستعرضت القوات، وانحسر مد الأحلام الخبيثة الذي كان سرابا يظنونه ماء سيقيهم من العطش، فهم على قلب رجل واحد كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا. ويقول رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور أنور عشقي، إن المناورة كانت من أفضل المناورات العسكرية في العالم، إذ لم يحدث فيها أي نوع من الخسائر، رغم أنها كانت بالذخيرة الحية وشاركت فيها أعداد هائلة من القوات والمقاتلين من جميع الدول المشاركة. ويرى أن المناورة تعطي رسائل غير مباشرة جعلت إيران تعيد حساباتها في كل ما يتعلق بالمنطقة، بعد أن ظنت أن الأمة العربية والإسلامية أصبحت هشة وبإمكانها أن تعيث فيها فسادا، ولكن كان رد مناورات رعد الشمال أن الأمة العربية والإسلامية ما زالت قوية ومصرة على حماية بلدانها وشعوبها. وبين أن وجود القادة المشاركين في التحالف عزز الجانب السياسي إلى الجانب العسكري وعزز التقارب بينهم وأنهى الخلافات وسوء التفاهم في بعض الأمور، وتعد استضافة المملكة لرعد الشمال إبداعا إستراتيجيا رائعا لم يعهده العالم من قبل. لافتا إلى أن الطابع الأخوي طغى على المشهد بين القادة، شاهدنا خادم الحرمين الشريفين يعامل جميع قادة الدول المشاركة بأخوة طغت على كافة اللقاءات الجانبية التي كانت بين الرؤساء وحققت تناغما كبيرا وستحقق منجزات عظيمة في قادم الأيام سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو غيرها.