أجرى الرئيسان السوداني عمر البشير ونظيره التشادي إدريس ديبي، محادثات في الخرطوم أمس، ركزت على تعزيز التعاون السياسي والأمني والأوضاع في ليبيا ونشاط «حركة بوكو حرام» النيجيرية المتطرفة، بينما تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» في منطقة جنوب كردفان المضطربة. وقال مسؤول في الرئاسة في الخرطوم لـ «الحياة»، إن البشير وديبي استعرضا الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصاً في ليبيا المجاورة لبلديهما، واتفقا على التعاون مع الحكومة الليبية لضبط الحدود، ومنع تسلل المسلحين، ودرسا إمكان فرار مقاتلي تنظيم «داعش» في شرق ليبيا في حال تعرضهم لهجمات غربية. إلى ذلك، ناقش وزراء الخارجية والتجارة مع عدد من خبراء وزارتي النقل في البلدين، سبل توسيع مجالات التعاون الاقتصادي المشترك، ومشروع خط السكة الحديد الذي ينطلق من «بورتسودان» (شرق) الى العاصمة التشادية انجامينا لنقل البضائع. وينتظر أن يغادر البشير وديبي اليوم، برحلتين منفصلتين إلى العاصمة السعودية الرياض ليشهدا ختام تدريبات «رعد الشمال» في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، وهي واحدة من أكبر التمارين العسكرية في العالم. من جهة أخرى، اقترح السودان على أثيوبيا تشكيل قوات مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، حيث تشهد مناطق حدودية نزاعات بين مزارعين على جانبي الحدود. وأكد وزيرا الدفاع السوداني عوض ببن عوف والأثيوبي سراج فقسا، اتفاقهما على التعاون العسكري والتدريب. من جهة أخرى، أعلن متمردو «الحركة الشعبية– الشمال»، إحراز قواتهم انتصارات عسكرية على الجيش الحكومي في محور سلارا في جنوب كردفان. وقال الناطق باسم الحركة أرنو نقوتلو، إن قواته تمكنت من تشتيت «قوة استطلاع حكومية شمال غرب مدينة الدلنج، ما أدى إلى مقتل 3 من عناصرها». وأشار نقوتلو إلى استيلاء قواتهم على عدد من الأسلحة، واتهم سلاح طيران بإلقاء 12 برميلاً متفجراً على مدنيين في قرية مندى بمقاطعة هيبان. لكن قائد القوة الحكومية في مدينة الدلنج العميد الصادق الزبير، أكد صد قواته هجوماً غادراً من المتمردين في منطقة الفرشاية غرب الدلنج، وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.