لن أتحدث هنا عن الجانب الرسمي للزيارة فما تحقق خلالها من إنجازات سياسية واقتصادية وعسكرية كان مثار اهتمام الصحافة العالمية خاصة في تلك الدول التي شملتها جولة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بل سأتحدث في هذا المقال عن جوانب أخرى كانت بعيدة عن وسائل الإعلام. لعل من اللافت بدايةً كثافة وتنوع اللقاءات التي تضمنها جدول أعمال الجولة ولولا نشاط الأمير سلمان لعجزنا كإعلاميين عن مواكبة تلك الأحداث التي كانت تتجاوز ست فعاليات في اليوم الواحد. الشي الآخر التنظيم المميز لديوان سمو ولي العهد في كل ما يتعلق بالسفر والاقامة والتنقلات للوفد المرافق وهو الأمر الذي خفف عنّا عناء التنقل المتواصل بين اربع دول تفصل بينها ألاف الكيلومترات. ايضا شكلت اليابان محطة لافتة في هذه الجولة فما تعيشه من حضارة كان مثار إعجاب الجميع ولكن الأجمل في اليابان بالنسبة لنا هو وجود مئات المبتعثين السعوديين الذين استطاعوا الاندماج في المجتمع الياباني وتحقيق انجازات علمية وأكاديمية بارزة، فلم أتعود شخصيا الاستماع لسعودي يرحب بنا مرددا (كونيتشيوا) وتعني مرحبا باللغة اليابانية التي كانت عقدة لنا خلال الزيارة، أو أن يصنع روبوتا وينافس به اصدقاءنا اليابانيين في عقر دارهم. ايضا كان للفريق الإعلامي الذي جمع بين خبرات إعلامية مخضرمة كالأستاذ تركي السديري، والدكتور هاشم عبده هاشم، والاستاذ خالد المالك، والدكتور عثمان الصيني، وروح الشباب المتمثلة في رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط عادل الطريفي، ورئيس تحرير سبق الاليكترونية علي الحازمي.. كان لهذا الفريق دور رئيسي في نجاح التغطية الاعلامية المتواصلة لهذه الجولة. كما لا أخفي فخري بوجود أديب سعودي متميز كعبده خال الذي عرفه احد الزملاء في أحد الاجتماعات مع نظرائنا في الهند بالأديب السعودي الحائز على جائزة البوكر، وقريبا جائزة نوبل وهو جدير بها. ايضا الكاتب الوطني المتميز الدكتور علي بن سعد الموسى الذي كانت روحه الجميلة فسحة من ضغط العمل وتغير الأجواء والناس. ولا أنسى كاتبنا الجميل فهد عامر الأحمدي الذي كان دليلنا السياحي في الوقت الضيق الذي يخصصه لنا بعيدا عن كاميرته الفوتوغرافية وجولاته الدائمة على المتاحف والأسواق الشعبية العابقة بالتراث. كانت جولة ناجحة بامتياز، ولن يبقى أثرها في ذاكرتنا فقط بل على مستقبل العلاقات التي تربطنا بشعوب تلك الدول التي كان واضحا تقديرها العالي لمكانة المملكة ودورها الاقليمي والدولي.