دعت قوى سياسية سنية عراقية إلى «ارساء مصالحة مجتمعية» بين المكونات والطوائف، قبل التحضير لمشروع مصالحة وطنية تعتزم الحكومة عقده العام الجاري، في حين رهنت قوى شيعية ارساء المصالحة باستثناء ممثلي حزب البعث المنحل وداعمي «داعش». وقال النائب عن «اتحاد القوى» السني عبدالعظيم العجمان لـ «الحياة» ان «الحديث عن مصالحة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد لا يمكن ان يتحقق في ظل غياب مصالحة مجتمعية تنهي كل اشكال العنف الطائفي الذي تنامى منذ عام 2003 وما زال مستمراً في شكل مخيف الى اليوم». وأوضح أن «المشكلة في العراق مجتمعية، بسبب إصرار الزعماء على الخطاب الطائفي، بعيداً من الوطنية والشراكة الحقيقية»، محذراً من «ذهاب العراق الى التقسيم في حال عدم تجاوز الطائفية». واعتبر «عدم تنفيذ وعود الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، وانهاء المحاصصة السياسية واستمرار التهميش والإقصاء كلها اسباب تجهض اي مشروع للمصالحة الشاملة». وكان وزراء واعضاء في «اتحاد القوى» علقوا حضورهم جلسات البرلمان ومجلس الوزراء احتجاجاً على اعمال العنف التي شهدها قضاء المقدادية التابع لمحافظة ديالى، متهمين ميليشيات طائفية بارتكاب ابادة ضد السنة بعلم الحكومة. الى ذلك، دعا «الحزب الاسلامي» (الإخوان)، القوى السياسية والمجتمعية، الى بلورة رؤية مستقبلية تحافظ على وحدة العراق. وأكد الأمين العام للحزب إياد السامرائي أن «بعض القوى السياسية لم يلتزم مبدأ الروح الوطنية، الا ان الفرصة ما زالت سانحة للعودة إلى الخطاب المعتدل» ، مضيفاً ان «كل من تجاوز الدستور يتحمل مسؤولية الخلل. والمصالحة الوطنية لم تكن مفهوماً وطنياً واحداً يجمع الكل عليه»، مشدداً على ان «مشروع الحكومة للمصالحة يستهدف أشخاصاً محددين»، معتبراً «الوضع المجتمعي في بعض محافظات العراق مأزوماً وعلى الكتل السياسية الإسراع في بلورة رؤية مستقبلية تحافظ على وحدة العراق». في الاثناء، أكد النائب عن «التحالف الوطني» الشيعي عباس البياتي لـ «الحياة» حرص الكتل السياسية المنضوية في التحالف على «انهاء الأزمة السياسية عبر بلورة تفاهمات وطنية تجنب البلاد المزيد من الازمات»، وأشار الى ان «التحديات الامنية والاقتصادية في حاجة الى وحدة الكلمة والاتفاق على اشاعة الوطنية بين مكونات المجتمع العراقي». وأكد ان «تعزيز التعايش والحفاظ على السلم الاهلي مرهون بإبعاد حزب البعث والمساندين لتنظيم داعش وكل التنظيمات الارهابية». وان على «القوى السياسية توخي الخطاب الداعي الى الاصطفاف الطائفي على حساب الوطن والسلم المجتعي».